للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللهم اغفر لنا ولا تؤاخذنا بجاه نبينا وشفيعنا - صلى الله عليه وسلم -.

(ما كنْتَ بجانبِ الغَرْبي) :

هذا خطاب لنبينا ومولانا محمد - صلى الله عليه وسلم -، والمراد به إقامة الحجة، لإخباره بحال موسى وهو لم يحضره.

والغربيّ: المكان الذي في غرب الطور، وهو الذي كلَّم الله فيه موسى، والأمر المقضيّ إليه هو النبوءة.

(ما كنْت من الشاهدين) :

يعني من الحاضرين هناك على

هذه الغيوب التي أخبرناك بها، ولكنها صارت إليك بوَحينا، فكان الواجب على الناس المسارعة إلى الإيمان بك وامتثال أمرك، (ولكنا أنشأنا قرونا)

، بعد زمان موسى، فتطاول عليهم العمر، وطالت الفَتْرة.

فأرسلْناك على فترة من الرسل، فغلبت عقولهم، واستحكمت جهالتهم، فكفروا بك.

(مَقْبوحين) : مطرودين مبعدين.

وقيل قبحت وجوههم لسوادها وزردة أعينهم.

يقال قبح الله وجهه - بتشديد الباء وتخفيفها.

(مَنْ أحببت) :

الخطاب لنبينا ومولانا محمد - صلى الله عليه وسلم -.

وسبب نزولها إعراض عمِّه عن الإسلام لما قال له: يا عمّ، قل لا إله إلا الله.

كلمة أحاجّ لك بها عند الله.

فقال: أخاف أن تعيِّرني قريش، ومات على الكفر، فأنزل الله عليه: (إنك لا تهدي مَنْ أحبَبْت) .

ولفظ الآية مع ذلك على عمومه.

(مَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا) .

أمُّ القرى: مكة، لأنها أول ما خلق من الأرض، ولأن فيها بيت الله.

والمعنى أن الله أقام الحجة على أهل القرى ببعث محمد - صلى الله عليه وسلم - في أمّها، فإن كفروا أهلكهم الله بظلمهم بعد البيان لهم وإقامة الحجة عليهم.

(وما أوتيتمْ مِنْ شيء) :

تحقير للدنيا وتزهيد فيها، وأنها لا قيمة لها، وما عند الله خير وأبقى.

<<  <  ج: ص:  >  >>