للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيحتمل أن يكونَ الاستثناء منقطعاً، وأن يكون متصلاً، لأنها فيمَنْ عبد عيسى والملائكة.

والمعنى على هذا لا يملك المعبودون شفاعة إلا مَنْ شهد منهم بالحق.

(مَقَامٍ كَرِيم) :

فيه قولان: المنابر، والمساكن الحسان.

(ما كانوا منْظَرِين) ، أي مؤخرين.

(مولى عن مَوْلى) :

المولى هنا يعلم الوليّ والقريب وغير ذلك من الموالي الذين تقدم ذكْرهم.

(ما يهْلِكنَا إلا الدَّهْر) :

هؤلاء هم الدهرية، ومقصودهم إنكار الآخرة.

(مَنْ أَضَلّ) .

معناها لا أحد أضلّ مِمّن يَدْعو إلهاً لا يستجيب له وهي الأصنام، فإنها لا تسمع ولا تعقل، ولذلك وصفها بالغفلة عن دعائهم، لأنها لا تسمعه.

(ما كنْتُ بِدْعاً من الرُّسُل) :

البدع، والبديع من الأشياء: ما لم يُرَ مثله، أي ما كنت أوَّلَ رسول، ولا جئت بأمر لم يجئ به أحد قبلي، بل جئت بما جاء به قبلي ناسٌ كثيرون، فلأيّ شيء تنكرون ذلك.

(ما أدْرِي ما يُفْعَل بي ولا بِكمْ) :

فيها أربعة أقوال:

الأول: أنها في أمْر الآخرة، وكان ذلك قبل أن يعلم أنَّ المؤمنين في الجنة

والكفار في النار، وهذا بعيد، لأنه لم يزل يعلم ذلك من أول ما بعثه الله.

والثاني: في أمر الدنيا، أي لا أدري بما يقضي الله عليَّ وعليكم، فإن مقادير

الله مغيّبة، وهذا هو الأظهر.

الثالث: ما أدري ما يفعل بي ولا بكم من الأوامر والنواهي، وما تلْزِمه

الشريعة.

الرابع: أن هذا كان في الهجرة، إذ كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد رأى في النوم أنه يهاجِرُ إلى أرض نخل، فقلق المسلمون لتأخّر ذلك، فنزلت هذه الآية.

<<  <  ج: ص:  >  >>