للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من قولك: سُجِّرت القبور.

واللغة أيضاً تقتضي هذا.

وروي أن جهنم في البحر.

(ما ألَتْنَاهمْ مِنْ عَملِهم مِنْ شيء) .

أي ما نَقَصْنَاهم شيئاً من ثواب أعمالهم، بل وفّيناهم أجورهم.

وقيل المعنى: ألحقنا ذرياتهم بهم، وما نقصناهم شيئاً من ثواب أعمالهم بسبب ذلك، بل فعلنا ذلك تفضَّلاً زيادة إلى ثواب أعمالهم.

والضمير على القولين يعود على الذين آمنوا.

وقيل إنه يعود على الذرية.

وفي الحديث: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن الله يرفع ذرية المؤمنْ في درجته، وإن كانوا دُونه في العمل لتقرَّ بهم عيْنهُ ".

وكذلك كرامة الأبناء بسبب الآباء، فقيل: إن ذلك في الأولاد الذين ماتوا صغارا.

وقيل على الإطلاق في أولاد المؤمنين.

فإن قلت: لم قال: بإيمان بالتنكير؟

فالجواب أن المعنى بشيء من الإيمان لم يكونوا به أهلاً لدرجة آبائهم.

ولكنهم لحقوا بهم كرامة للآباء، فالمراد تقليل إيمان الذرية، ولكنه رفع

درجتهم، فكِيف إذا كان إيمانا عظيما.

(ما ضَلَّ صاحِبُكم وما غَوَى) :

هذا جواب القسم.

والخطاب لقريش عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

الضلال والغي، والفرق بينهما أنَّ الضلال بغير قصد والغي بقصد وتكسّب.

(ما يَنطِق عن الهوَى) ، أي ليس يتكلم بهواه وشهوته، وإنما

يتكلم بما يوحى إليه.

وفي هذا دليل على أن السنن بِوَحْي من الله، ويشهد لهذا

الرجل الذي سأله وقد تناثر رأسه من القمل.

(ما أَوْحَى) : إبهام يقتضي التفخيم والتعظيم.

وفي معناه أقوال:

الأول: أن المعنى أوحى إلى عبده محمد ما أوحى.

الثاني: أوحى الله إلى عبده جبريل ما أوحى، وعاد الضمير على الله في

<<  <  ج: ص:  >  >>