للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه دليل، لأَنه لم يَرِدْ في مصادِرِنا الإِسلاميةِ اليقينية، فنحنُ نتوقَّفُ فيه، لا

نَنْفيه ولا نُثبته.

فلا نقول: نمرودُ بن كنعان، ولا نقولُ: نمرود بن كوش، ولا نقول: نمرود فقط.

ونقول: اللهُ تعالى أَعلم، والجهلُ بذلك لا يَضيرنا!!.

والعجيبُ في تحامُلِ المفترِي الفادي أَنه يُحَمِّلُ القرآنَ الكلامَ الذي ذَكَرَه

البيضاوي، مع أَنه لم يأخذْه من القرآن، وإنما أَخَذه من الإخباريّين السابقين،

وإِذا كانَ ذلك الكلامُ خطأً فكيف يتحمَّلُه القَرآنُ، الذي لم يَذْكُرْهُ في آياتِه؟!.

***

[ما هو أصل الكعبة؟]

أَخبرَ اللهُ في القرآنِ أَنَّ إِبراهيمَ وإِسماعيلَ - عليهما السلام - هما اللَّذان بَنَيا الكعبة قال تعالى: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (١٢٥) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٢٦) وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (١٢٧) .

إِبراهيمُ وإِسماعيلُ - عليهما السلام - هما اللَّذان بَنَيا بَيْتَ اللهِ الحرام، وكانا

يَدْعُوانِ اللهَ وهما يَرْفَعان قواعدَ البيت، وجَعَلَ اللهُ البيتَ الحرامَ مثابةً للناسِ

وأَمْناً، يأتونَه زائرين مُصَلّين، وحاجّين ومعتَمِرين، من كلِّ مكانٍ في الأَرض.

ويُخَطِّئُ الفادي المفترِي القرآنَ في كلامِه عن بناءِ الكعبة، ويُحاكمُ القرآنَ

إِلى أَسفارِ كتابِه المقَدَّس، وبما أَنَّ الأَحبارَ لم يَذْكُروا مجيء إِبراهيمَ إِلى بلادِ

الحجاز، فإِنَّ القرآنَ مخطئٌ في كلامِه عن مجيئِه إِلى الحجاز!.

قالَ المفترِي: " ولكنَّ الكتابَ المقَدَّسَ يُعَلِّمُنا أَنَ إِبراهيمَ دُعِيَ من أُورِ

الكلْدانيين إِلى أَرضِ كنعان، وهُناك بَنى مَذْبَحاً للرّبّ.

ولم يَرِدْ ذكْرٌ لذهابِه إِلى

<<  <  ج: ص:  >  >>