للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السماءِ في الوقْتِ الذي يتمُّ الإِيمانُ بتكثيرِ الطعام، طالما أَنَّ كلا الأَمْرَيْنِ من

فعْلِ الله، الذي هو على كلِّ شيءٍ قدير.

والإِيمانُ بأنَّ القرآنَ كلامُ الله، يَدْعونا إِلى الإِيمانِ والتصديقِ بكلِّ ما

وردَ في القرآن.

وقد أَخبرنا اللهُ أَنه مُنَزِّلُ المائدة، في قوله تعالى: (قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ) ، والتعبيرُ عن إِنزالها بصيغة اسمِ الفاعل: " مُنَزِّلُها "، لتأكيدِ حقيقةِ إِنزالِها.

***

[أصحاب القرية والرسل الثلاثة]

أَخْبَرَنا اللهُ في القرآنِ بقصةِ أَصحابِ القريةِ مع الرسلِ الثلاثة الذين

أُرسلوا إِليهم ليَدعوهم إِلى الله.

وخلاصَةُ تلك القصةِ أَنه كانَ أَهلُ قريةٍ من القرى كافِرين باللهِ، فأَرسلَ اللهُ إِليهم رجلَيْن رسولَيْن، ولما وَصلا إِليهم وَدَعواهم إِلى اللهِ كَذَّبوهُما، فَعَزَّزَهما اللهُ برسولٍ ثالث، وقامَ الرسُل الثلاثة بإِقامةِ الحُجةِ على أَهْلِ القَرية، ولكنَّهم لم يَسْتَجيبوا لهم..

وجاءَ رجل مؤمنٌ من أَقصى المدينة، مُؤَيّداً الرسلَ الثلاثةِ، ودَعا القومَ إِلى الإِيمان بالرسلِ وتصديقِهم والدخولِ في دينهم، وعبادةِ اللهِ وَحْدَه، لكنَّهم لم يَسْتَجيبوا له..

وأَمامَ إِصرارِ أَهْلِ القريةِ على الكفرِ والتكذيبِ والإِيذاء، حَقَّتْ عليهم كلمةُ الله، فأَوقعَ بهم العذاب..

كما ورد في الآيات (١٣ - ٢٩) من سورة يس.

وقد أَبهمَ القرآنُ تفصيلَ قصةِ أَصحابِ القرية، فلم يذكُر اسْمَها، ولا

زمانَها، ولا مكانَها، ولا جِنسيةَ أَهْلِها، كما لم يبيِّن أسماءَ الرسلِ الثلاثة،

ولا مَنْ أَرْسَلَهم، هل هم رسلٌ من اللهِ مباشرة، أم أَرسلَهم رسولٌ من عند الله، ولم يذكُرْ دِينَهم، ولا كيفَ وَصَلوا إِلى القرية، ولم يذكُر اسْمَ الرجلِ المؤمنِ الذي جاءَ يسعى ويَنْصُرُ الرسل، ولا تفاصيلَ ما جَرى بينَه وبينَ القوم، ولا كيفَ كانَتْ نهايةُ الرسلِ الثلاثة والرجلِ المؤمن، هل قُتِلوا أَوْ نَجَوْا، ولا كيفَ

<<  <  ج: ص:  >  >>