للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقد فهمَ الجاهلُ من قولِه تعالى: (وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) أَنَّ القرآنَ يقولُ

بوجودِ سَبْع أَرضين، كلُّ واحدةٍ كوكبٌ مثلُ كوكَبنا، وأَرضٌ مثْلُ أَرْضنا، وكلُّ واحدةٍ مستقلَّةٌ عن الأُخْرَياتِ مثلُ أَرضِنا، وكلُّ واحدةٍ صالحةٌ للحياةِ مثلُ أَرضِنا، وكلّ واحدةٍ عليها أَحياءٌ مِثْلُنا!! وهذا ما لم يَقُلْهُ القرآن!.

كلُّ ما قالَه القرآنُ أَنَّ اللهَ خَلَقَ سبعَ سموات، وأَنه خَلَقَ من الأَرْضِ

مِثْلَهن: (وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) .

ونرى أَنَّ هذه الجملةَ ليستْ نَصاً قرآنيّاً صريحاً في أَنَّ اللهَ خَلَقَ الأَرضَ سَبْعَ أَرَضين، كما خَلَقَ السماءَ سَبْعَ سمواتٍ طباقاً، ولهذا اختلفَ المفسرون في فهم هذه الجملةِ القرآنية!!.

وفي المرادِ بالمثليةِ في قولِه تعالى: (وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) قولان:

الأَول: هي مثليةٌ في الخَلْق.

فاللهُ خَلَقَ سَبْعَ سموات، وخَلَقَ الأَرضَ مثْلَهن: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) .

وعلى هذا القولِ يكونُ حرفُ الجَرِّ " مِنْ " للبَيان.

وتكونُ (الْأَرْضِ) مجرورةً لفظاً، منصوبةً مَحَلّاً، لأَنها معطوفةً على (سَبعَ) المنصوبةِ قبلَها، لأَنها مفعولٌ به.

و (مِثْلَهنَّ) : حالٌ منصوب.

وصاحِبُ الحالِ هو " الأَرض ".

والتقدير: اللهُ الذي خَلَقَ سبعَ سموات، وخَلَقَ الأَرضَ مثْلَهن.

ووجْهُ الشبهِ بينَ السمواتِ السبعِ والأَرضِ هو الخلق، والمثليَّةُ هنا هي المثليةُ في الخَلْق.

فالسمواتُ السبعُ مخلوقة، والأَرضُ مثلهن مخلوقة!.

الثاني: هي مثليةٌ في العَدَدِ، بالإِضافةِ إِلى المثليةِ في الخَلْقِ.

فاللهُ خَلَقَ السماءَ سَبْعَ سمواتٍ طِباقاً، وخَلَقَ الأَرضَ مثْلَ السماء، وجعلَها سبعَ أَرَضِين!.

ومع أَن الجملةَ تحتملُ القولَيْن، ولكنَّنا نرى أَنَّ القولَ الأَولَ هو

الراجح، أَما القولُ الثاني فإِنه مرجوح.

فالراجحُ أَنَّ الأَرضَ كلَّها كتلةٌ واحدة، وأَرضٌ واحدة، وأَنها - مخلوقة

مثل السمواتِ السبع، وأَنَّ الله هو الذي خَلَقَ السمواتِ وخَلَقَ الأَرض.

وقد وردَ حديثٌ عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - " يُشيرُ إِلى أَنَّ الأَرَضينَ سَبْعٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>