للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليهود: أَخْبرونا عن صلاتِكم إِلى بيتِ المقْدِس: إِنْ كانَتْ على هدى، فقد

تخلَّيْتُم عنه، وإِنْ كانَتْ على ضَلالَةٍ، فقد دِنْتُم اللهَ بها، وَمَنْ ماتَ عليها فقد ماتَ على ضَلالة ...

فلماذا طَعَنَ محمدٌ في الذينَ اعْتَرَضوا عليه بأَنهم من السُّفهاء؟

لقد كانَ لهم كُلُّ الحَقِّ أَنْ يَسْأَلوا ... ".

لم ينظر الفادي السَّفيهُ لمسألةِ تَحويلِ القبلة على أَنها تشريعٌ رباني،

وتوجيهٌ مباشِرٌ من الله سبحانه، وحَلَّلَها تَحْليلاً تافِهاً سَفيهاً، مرتبطاً مع نَظرتِه للقرآنِ والوحي..

إِنه لا يَعترفُ بنبوةِ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، ولا بأَن القرآنَ وَحْيٌ من الله، ولذلك اعتبرَ القبلةَ اختياراً خاصّاً من الرسولِ - صلى الله عليه وسلم -، فهو الذي يَختارُ ما يَشاء، ويَجعلُه قِبْلَة، ويأمُرُ أَتْباعَه بالتوجُّهِ حيثُ يَشاء! وهذا تأكيدٌ منه على بَشَريةِ القرآنِ والإِسلام!.

ثم يَنتقلُ المجرمُ إِلى جريمةٍ أُخرى، حَيثُ يَجعلُ تَحويلَ القبلةِ " لُعْبَةً

سياسية " من الرسولِ - صلى الله عليه وسلم - ...

فلما كانَ في مكةَ جَعَلَ قبلَتَه الكعبةَ ليَستميلَ العربَ الجاهليّين، ولما هاجَرَ إِلى المدينةِ حَوَّلَ قبلَتَه إِلى اليهودِ ليَستميلهم، ولما لم يَنجحْ في ذلك وغَضِبَ منهم أَعادَ قبلتَه إِلى الكعبة!!

بهذه السفاهةِ حَلَّلَ الفادي السفيهُ مَسألةَ تَحويلِ القبلة، ودافَعَ عن السفهاءِ السابقين من أَمثالِه، الذين اعْتَرَضوا على تحويلِ القبلة، واعْتبروه تَلاعُباً، ولما رَدَّ اللهُ عليهم اعْتَبَرهم سُفَهاء.

قال الفادي مُدافعاً عَنْهم: " فلماذا طَعَنَ محمدٌ في الذينَ اعْتَرَضوا عليه بأَنهم من السُّفهاء؟

لقد كانَ لهم كُلُّ الحَقِّ أَنْ يَسْأَلوا ".

اعتبرهم اللهُ سُفهاءَ لاعتراضِهم على تَحويلِ القبلة، والفادي المفتري

رَدَّ كَلامَ اللهِ، واعْتَبرهم حُكَماء، وعلى حَقٍّ فِي اعتراضِهم.

لِيَقُل الفادي السفيهُ عن تحويلِ القبلةِ ما يَشاء، فكلامُه وتحليلُه مَردودٌ

عليه، ونحنُ نوقِنُ أَنَّ استقبالَ القبلةِ في الصلاة كانَ بأَمْرٍ من الله، وأَنَّ تَحديدَ القبلةِ كانَ بأَمْرٍ من الله، وأَنَّ تَحويلَ القبلةِ كان بأَمْرٍ من الله، لتحقيقِ حكمةٍ أَرادَها الله..

<<  <  ج: ص:  >  >>