للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فماذا يقولُ المسلمون في انتشارِ الدينِ الوثنيّ، وعَدَدُ أَتْباعِه

أَضعافُ المتدينين بدينِ محمد، وله من الأَديرةِ والمعابد ما لا يُحصى عَدّاً.

وكثيرٌ منها غايةٌ في الجَمالِ والغِنى، وهو ممتدٌّ من غربِ الهندِ إِلى حدودِ

سَيْبيريا، فهل تكونُ الوثنيةُ من عندِ الله؟ ".

للمفتري تفسيرٌ خَبيثٌ لسرعةِ انتشارِ الإِسلام قُبيلَ وَفاةِ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُخالفُ التفسيرَ الصحيحَ، الذي يتفقُ مع المنطقِ والمنهجيةِ! إِنه يَعْزو ذلك إِلى البُعْدِ القَبَلِيّ والعَشائري، فالناسُ في العُرْفِ القبليّ يَتَّبِعونَ شيخَ القبيلة، ولا يُناقشونه ولا يَعترضونَ عليه، ولهذا قَلَّدَ رجالُ القبائلِ الأَقوياءَ منهم، الذين دَخَلوا في الإِسلام، وتابَعَ الناسُ شُيوخَ قبائلِهم!!.

ولو كانَ كَلامُه صحيحاً لأَسلمَ الناسُ في الجزيرةِ العربيةِ منذُ السنواتِ

الأُولى..

لقد حارَبَتْ قُريشٌ الإِسلامَ عشرينَ سنةً بكلِّ ما أُوتيتْ من قوة، ولم

تَدخُلْ في الإسلامِ إِلاّ بعدَ هزيمتِها أمامَه.

وإنَّ الله هو الذي جاءَ بالنصرِ والفتح، وهو الذي شَرَحَ له صُدورَ

الناس، فصاروا يَدخلونَ فيه أَفواجاً، وهو الذي وَعَدَ المسلمينَ بذلك قبلَ

تَحَقُّقِه ومجيئِه في أَكثرَ من آية، منها قوله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) .

ومنها قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (٢٨) .

وقولُ الفادي: إِنَّ الوثنيين أَضعافُ عدِد المسلمين، كَذِبٌ وافتراء،

فالمسلمونَ هم الملةُ الثانيةُ في العَدَدِ بعد النصارى!.

<<  <  ج: ص:  >  >>