للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما أَخَذَه الفادي منه باطلٌ ومردود، لأَنه ضمنَ الخرافاتِ والأَساطير

التي مَلَأَتْ كتابَه! ولا يتحملُ القرآنُ ما في " عرائسِ المجالس " من أَخطاءٍ

وخرافاتٍ وأباطيل!.

وما أَوردَه الثعلي من حوارٍ بينَ عبدِ الله بن سلام - رضي الله عنه - وبينَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مردود، لأَنه روايةٌ موضوعةٌ باطلة.

وحكايةُ جبلِ " قاف " الأَخضرِ المحيطِ بالأَرضِ كلها، خُرافةٌ وأُسطورة،

باطلةٌ مردودة، لم يَقُلْ بها أَحَدٌ من العلماءِ المسلمين المحَقِّقين!!.

ونحنُ مع الإِمامِ الحافظِ المفسِّر ابنِ كثير - رحمه الله - في رَدّ هذه الخرافة.

قال: " وَقَدْ رُوِيَ عن بعضِ السلف أَنهم قالوا: قاف: جبلٌ محيطٌ بجميعِ

الأَرض، يُقالُ له: " جَبَلُ قاف ".

وكأَنَّ هذا - واللهُ أَعلم - من خُرافاتِ بني إِسرائيل، التي أَخَذَها عنهم بعضُ الناس، لِمَا رأوا من جوازِ الروايةِ عنهم مما لا يُصَدَّقُ ولا يُكَذَّب ...

وعندي أَنَّ هذا وأَمثالَه وأَشباهَه من اختلاقِ بعضِ زَنادقتِهم، يُلَبِّسونَ به على الناسِ أَمْرَ دينهِم، كما افْتُرِيَ في هذه الأُمةِ مع جلالةِ قدرِ علمائِها وحُفّاظِها وأَئمتِها أحاديثُ عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وما بالعهدِ من

قِدم، فكيفَ بأُمَّةِ بني إِسرائيل، مع طولِ المدى، وقلةِ الحُفّاظِ النّقّادِ فيهم،

وشُرْبِهم الخمور، وتحريفِ علمائِهم الكلمَ عن مواضعِه، وتبديلِ كتبِ اللهِ

وآياتِه..

وإِنما أَباحَ الشارعُ الروايةَ عنهم في قوله: " وحَدّثوا عن بني إِسرائيلَ

ولا حَرَجَ " فيما قد يُجَوِّزُهُ العقل، فأما فيما تُحيلُه العقول، ويُحْكَمُ فيه

بالبطلان، ويَغلبُ على الظنونِ كذبُه، فليس من هذا القبيل..

واللهُ أَعلم.. ".

إِنَّ ابنَ كثير يرفضُ أُسطورةَ " جبلِ قاف " المحيطِ بالأَرض، ويَعتبرُها من

رواياتِ بني إِسرائيل، ويجعلُها خُرافةً تَتناقضُ مع العقل!.

وبما أَنها مرفوضةٌ مردودة، فإِنَّ القرآنَ لا يَحْملُ وِزْرَها، ولا يُسْتَشْهَدُ بها

<<  <  ج: ص:  >  >>