للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ) .

لقد كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ملتزِماً بشرعِ الله، وَقّافاً عند حُدودِ الله، مُنَفّذاً لأَوامِرِ الله.

٣ - زَعْمُه أَنَ الرسولَ - صلى الله عليه وسلم - كان مُتَّبِعاً لهواه، وأَنه أَباحَ لنفسِه أَنْ يتزوَّجَ أَيةَ امرأةٍ عشقَتْه ووهبَتْ نَفْسَها له، وهَوِيَها هو!..

وهذا كَذِب منه.

فالرسولُ - صلى الله عليه وسلم - لم يَتبعْ هواه، وإِنما كانَ إِمامَ الزاهدين، واللهُ هو الذي أَباحَ له الزواجَ من المرأةِ التي وَهَبَتْ نَفسَها له: (وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) .

وكَذَبَ المجرمُ عندما ادَّعى أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - تَزَوَّجَ أَربعاً من أَزواجِه عن طريقِ الهِبَة، بعدَ أَنْ وَهبْنَ أَنفسهنَّ له.

فلم يتزوج الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - من أَيّ امرأةٍ

وهبتْ نفسَها له..

والذي حَصلَ أَنَّ امرأةً وَهَبَتْ نفسَها له، بأَنْ فوَّضتْه أَمْرَها، وجعلَتْه وليَّ أَمْرِها، وزَوَّجَها لأَحَدِ أَصحابه ...

روى البخاريُّ عن سهلِ بنِ سعدٍ الساعديّ - رضي الله عنه - قال: إِنّي لفي القومِ عندَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، إِذْ قامَت امرأة فقالَتْ: يا رسولَ الله، إِنها قد وَهَبَتْ نفسَها لك، فَرَ فيها رأْيَكَ.

فلم يُجِبْها شيئاً.

ثم قامَتْ فقالَتْ: يا رسول الله! إِنها قد وَهَبَتْ نفسَها لك، فَرَ فيها رأْيَك..

فلم يُجِبْها شيئاً..

ثم قامَت الثالثةَ، فقالَتْ: إِنها قد وَهَبَتْ نفسَها لك، فَرَ فيها رأْيَك..

فقامَ رجلٌ فقال: يا رسولَ الله! أَنْكِحْنيها.

قال: " هل عندَك من شيء؟ " قال: لا.

قال: " اذهبْ فالتمسْ ولو خاتماً من حديد..

" فَذَهَبَ وطَلَب، ثم جاءَ فقال: ما وجدْتُ شيئاً، ولا خاتماً من حديد.

قال: " هل معك من القبرآنِ شيء؟ " قال: معي سورةُ كذا وسورةُ كذا.

قال: " اذهبْ فقد أَنْكَحْتُكَهَا بما معكَ من القرآن..".

٤ - زَعْمُه أَنَّ الرسولَ - صلى الله عليه وسلم - أَوصى المسلمينَ بالعدلِ بين نسائِهم، وأَباحَ لِنفسِه عدمَ العَدْل، فقال: (تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ ... ) .

إِنَّ الفادي المجرمَ يُصِرُّ على أَنَّ محمداً - صلى الله عليه وسلم - هو الذي قالَ: (تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ) ..

مع أَنَّ اللهَ هو الذي أَنزلَ هذه الآيةَ على رسولِه - صلى الله عليه وسلم -.

<<  <  ج: ص:  >  >>