للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليهم من السماء، ورَدَّتْ عليهم.

قال تعالى: (يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ) .

يَذُمُّ اللهُ اليهودَ في طلبهم من الرسولِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُنزلَ عليهم كتاباً من السماء، ويُذَكِّرهم بماضيهم الأَسودِ، فقد سأَلوا موسى - عليه السلام - أَنْ يُريهم اللهَ بعيونِهم، فعاقَبَهم اللهُ بالصاعقةِ التي أَخَذَتْهم.

ولماذا يطلبُ اليهودُ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُنَزِّلَ عليهم كتاباً من السماء؟

أَلا يكفيهم القرآنُ الذي أنزلَه اللهُ عليه من السماء؟

وجعَلَهُ آيته البينةَ له!

قال تعالى: (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ) .

٤ - قوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ) .

زَعَمَ المفترِي أَنَ اليهودَ لم يَطلُبوا من موسى - عليه السلام - أَنْ يَرَوا اللهَ جهرة.

قال في تعليقِه على هذه الآية: " قالَ رافعُ بنُ خزيمة لمحمد: إِنْ كنتَ رسولاً

من الله كما تقول فقُلْ لله يكلِّمنا حتى نسمعَ كلامَه، أَو اصْنَعْ آيةً حتى نؤمنَ بك..

فأَجابَه: إِنَّ اليهودَ سألوا موسى أَن يريهم اللهَ جهرة.

وهذا الجوابُ خَطَأ، لأَنَّ اليهودَ سأَلوا عَكْسَ ذلك، وقالُوا لموسى:

تكلَّمْ أَنتَ معنا فنسمع، ولا يتكلمُ اللهُ مَعَنا لئلا نَموت!.

ونحنُ نسأل: أليسَ من حَقِّ الناسِ أَنْ يَفْحَصوا كُلَّ رسالة يقولُ

صاحبُها: إِنها من عندِ الله ".

أَخبرَ اللهُ أَنَّ الذين لا يَعلمونَ طَلَبوا أَنْ يُكَلِّمَهم اللهُ مباشرة، أَو يأتيَهم

الرسولُ - عليه السلام - بآية.

والمرادُ بهم اليهودُ في المدينة، وهذا الطلبُ الذي طلَبوهُ من

الرسولِ - صلى الله عليه وسلم - يُشابِهُ الطلبَ الذي طَلَبَه آباؤُهُم من موسى - عليه السلام -.

<<  <  ج: ص:  >  >>