للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البحْرَ (١)، وكلَّ بحرٍ هو لك في الأرض والسماء، والمُلْك والملكوت، وبحر الدنيا وبحر الآخرة).

فإن هذا كلامٌ لا يقوله مَن يتصوَّر ما يقول! فإن الإنسان إذا كان راكبًا بحرًا من البحار فما يصنع حينئذٍ بتسخير البحار البعيدة؟!

ثم قوله: «وبحر الآخرة» من أين في الآخرة بحرٌ غير جهنم (٢)؟!

وقوله أيضًا: «كل بحر في الملك والملكوت» الملكوت هو تأكيد الملك أو باطنه وحقيقته (٣)، فليس هو خارجًا عنه على لغة القرآن وقول سلف الأمة وأئمتها، ولكنْ بعضُ المتأخرين زعم أن الملكَ: عالم الأجسام، وعالم الملكوت: عالم العقول.


(١) «هذا البحر» ليست في (ت)، وفي «الحزب- درة الأسرار» (ص ٧٥)، و «أبو الحسن الشاذلي- عمار»: (٢/ ١٩٧) زيادة بعد قوله: «وسخّر لنا هذا البحر [كما سخرت البحر لموسى، وسخرت النار لإبراهيم، وسخرت الجبال والحديد لداود، وسخرت الريح والشياطين والجن لسليمان] ... ». وسيشير المصنف إلى هذه التكملة أثناء نقاشه الآتي.
(٢) أخرج أحمد (١٧٩٥٩)، والحاكم: (٤/ ٥٩٦)، والبيهقي في «الكبرى»: (٤/ ٣٣٤) وغيرهم عن يعلى بن أمية - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «البحر هو جهنم». وفي سنده ضعف.

وعن سعيد بن المسيب قال: قال علي - رضي الله عنه - لرجل من اليهود: أين جهنم؟ فقال: البحر، فقال: ما أراه إلا صادقًا {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} ــ مخففة ــ. أخرجه ابن جرير: (٢١/ ٥٦٨)، وابن أبي حاتم، وابن المنذر، وأبو الشيخ كما في «الدر المنثور»: (٦/ ١٤٦).
(٣) تكررت في (م).