للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لكنْ أبو (١) حامد مع هذا يُكَفِّر الفلاسفةَ في غير موضع، ويبيّن فسادَ طريقتهم وأنها لا تُحَصِّل المقصود (٢)، وهو في آخر عمره اشتغل بالبخاري، ومات على ذلك (٣). ولهذا قيل: إنه رجع عن هذه الكتب. ومن الناس من يقول: إنها مكذوبة عليه، ولهذا كَثُر كلامُ الناس فيه لأجلها، كما تكلَّم فيه (٤) المازَرِيُّ، والطُرْطُوشي، والأَرْغِيَاني رفيق أبي حامد (٥)، وبيت (٦) القُشَيري، وابن عقيل، وابن الجوزي، والقرطبي، وأبو البيان الدمشقي، وغيرهم. وهذه الأمور مبسوطة في غير هذا الموضع (٧).

والمقصودُ هنا أن لفظ «الملكوت والجبروت» في كلام كثير من


(١) (ت): «لكنّ أبا».
(٢) انظر تكفير الغزالي لهم في «تهافت الفلاسفة» (ص ٣٠٧ - ٣١٠) له. وانظر «مجموع الفتاوى»: (١٣/ ٢٣٨).
(٣) انظر ما سبق (ص ٧٥).
(٤) من (ت).
(٥) في (م): «أبو حامد المرغيناني»، تحريف، وفي (ت): «والرغيالي»، واضطربت كنيته في عدد من كتب المؤلف «أبو الحسن» و «أبو نصر» و «أبو إسحاق».
والذي في طبقة أبي حامد ورفيقه إما أن يكون أبو نصر الأرغياني (ت ٥٢٨) أو أبو الفتح الأرغياني (ت ٤٩٩). ينظر «الصفدية»: (١/ ٢١٠، ٢٥٠)، و «الانتصار لأهل الأثر» (ص ٩٥ - ٩٦ مع هامشه) ومنه استفدت.
(٦) (ت): «وابن»، وقد ورد استعمال «بيت القشيري» في كتب المؤلف، ينظر «الصفدية»: (١/ ٢١٠).
(٧) رجح المصنف في «الفتاوى»: (١٣/ ٢٣٨) أنه ألَّف هذه الكتب لكنه رجع عنها بعد ذلك. وانظر ما سبق (ص ٦١).