للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَن لا (١) يسأل الله لغناه عن سؤاله؟!

فإن قيل: المراد أن يعطيه بدون السؤال فلا يُحْوجه أن يسأل (٢).

قيل: لم يحصل لأحد جميع مطالبه الدينية والدنيوية بدون السؤال لله تعالى، لا لأُولي العزم ولا لمن دونهم، بل سيد الخلق محمد - صلى الله عليه وسلم - كان أعظم الناس سؤالًا لربه، وبذلك أمَرهُ ربُّه (٣) فقال: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [محمد: ١٩]، وقال تعالى: {(٦) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (٧) وَإِلَى رَبِّكَ} [الشرح: ٧ - ٨]، وقال تعالى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر: ٣]، وقال تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} [الأنفال: ٩] (٤)، وقال: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: ١١٤]، وقد ثبت في «الصحيح» (٥) أنه كان يوم بدرٍ يقول: «اللهمَّ أنجز لي ما وعدتني، اللهم ... اللهم ... » حتى أنزل الله الملائكة ... (٦)

وقد قال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (٢٨٥) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ


(١) (م): «لم».
(٢) العبادة في (ت): «المراد بذلك ... بدون سؤال ... إلى السؤال».
(٣) (م): «به».
(٤) الآيات الثلاث زيادة من (ت).
(٥) أخرجه مسلم (١٧٦٣) من حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.
(٦) كلمة مطموسة لعلها «بالنصر» ..