للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إخلاصه لله توكلَه عليه، وشكره له، وهو الذي (١) سماه الجُنَيد وأصحابه: الفرق الثاني، وهو الفرق الشرعي، والأول الذي انتقلوا عنه هو الفرق الطبيعي، فصاحب هذا يفرق بين الأمور بأمر الله ورسوله، وذاك بهواه ونفسه (٢).

ولمَّا تكلم الجُنَيد بهذا نازعه فيه طائفة من الصوفية، وبعضهم لامه (٣) فيه، ووقع فيه كلام كثير، قد ذكر بعضَه أبو سعيد بن الأعرابي في «أخبار النُّسَّاك» (٤)، ولهذا صار الجُنَيد قدوةً في هذه الطريق، بخلاف أبي الحسين النوري (٥) ونحوه [م ٢٩] ممن (٦) اضطرب في هذا المقام، وتكلَّم في الجنيدِ وأصحابِه، وتكلم فيه الجُنَيدُ وأصحابُه، فإنَّ أولئك حصل لهم أمور أُنْكِرت عليهم، والجُنَيد نفعَه الله بقيامه بالأمر والنهي.


(١) يحتمل أن يكون هنا موضع اللحق الذي تقدمت الإشارة إليه في الصفحة السابقة، واحتماله هناك أقوى.
(٢) ذكر المصنف ما وقع للجنيد مع بعض الصوفية في عدة مواضع، انظر «الفتاوى»: (١٠/ ٢٤٣، ٤٩٧)، (١١/ ٢٤٥)، (١٤/ ٣٥٥)، (١٩/ ٢٧٨).
(٣) (م): «كلامه» ولعلها ما أثبت.
(٤) لم يعثر عليه بعد، وهو من مصادر أبي نعيم في «الحلية» كما صرح به في (٢/ ٢٥)، ونقل منه الذهبي في مواضع في «السير»: (١٥/ ٤٠٩)، (٤/ ٥٧٩)، (٩/ ٤٠٨).
(٥) هو: أحمد بن محمد البغدادي أبو الحسين النُّوري المعروف بابن البغوي، من مشايخ الصوفية، ومن أقران الجُنيد (ت ٢٩٥). ترجمته في «طبقات الصوفية» (ص ١٦٤ - ١٦٩) للسلمي، و «حلية الأولياء»: (١٠/ ٢٤٩ - ٢٥٥)، و «الرسالة القشيرية»: (١/ ٨٣)، و «السير»: (١٤/ ٧٠).
(٦) (م): «من».