للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

و «أنه طيبٌ لا يَقبل إلَّا طيبًا» (١)، ونحو ذلك، وقال: «الراحِمُون يرحمُهُم الرحمن» (٢). فهو يحب اتصاف العبد بهذه الصفات وتعَبّده بهذه المعاني المحبوبة.

وهذا قد طَرَده بعضُ الناس كأبي حامد الغزالي وغيره، وجعلوا العبد يتصف بالجبّار والمتكبّر على وجهٍ فسروه، وجعلوا ذلك تَخَلُّقًا بأخلاق الله، ورووا حديثًا: «تَخَلَّقوا بأخلاق الله» (٣)، وأنكر ذلك عليهم آخرون كأبي عبد الله المازَرِي وغيره، وقالوا: ليس للرب خُلُق يتخلَّقُ به العبد، وقالوا: هذه فلسفة كُسِيَت عباءة (٤) [م ٤٢] الإسلام، وهو معنى قول الفلاسفة: الفلسفة التشبُّه بالإله على قدر الطاقة (٥).


(١) أخرجه مسلم (١٠١٥) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٢) أخرجه الحميدي (٦٠٢)، وأحمد (٦٤٩٤)، وأبو داود (٤٩٤١)، والترمذي (١٩٢٤)، والحاكم: (٤/ ١٥٩)، وغيرهم عن عمرو بن دينار، عن أبي قابوس مولى لعبد الله بن عمرو عنه به.
قال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الحاكم، والحافظ في «الفتح»: (٣/ ١٨٨).
(٣) لم أجده مسندًا، وذكره القشيري في «رسالته»: (١/ ٣٢٥) من قول داود عليه السلام، وذكره المصنف في «بيان تلبيس الجهمية»: (٦/ ٥١٨) وقال: «هذا اللفظ لا يعرف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في شيء من كتب الحديث، ولا هو معروف عن أحد من أهل العلم، بل هو من باب الموضوعات عندهم ... » اهـ. وذكره ابن القيم في «مدارج السالكين»: (٣/ ٢٥٢) وقال: باطل. وقال الألباني في «السلسلة الضعيفة» (٢٨٢٢): لا أصل له.
(٤) (م): «عبارة».
(٥) انظر ما سبق حول هذه المسألة (ص ٦١).