للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم أردف عليهم ظلمةً غيَّبتهم عن نظرهم، بل صار (١) عدمًا لا علة له، فانطمست جميع العلل، وزال كل حادث فلا حادث ولا وجُود، بل ليس إلا العدم الذي لا علة له، وما لا علة له فلا معرفة تتعلق به.

اضمحلَّت المعلومات وزالت المرسومات زوالًا لا علة [م ٥٠] فيه، وبقي من أشير إليه لا وصفَ له ولا صفةَ ولا ذات، فاضمحلَّت النعوتُ والأسماءُ والصفات، فلا اسم ولا صفة ولا ذات. فهناك ظهر من لم يَزَلْ ظهورًا لا علَّةَ له (٢)، بل ظهر بسِرِّه لذاته في ذاته ظهورًا لا أوليَّةَ له، بل نظر من ذاته لذاته بذاته في ذاته فحَيِيَ هذا العبد (٣) بظهوره حياةً لا علة لها، فظهر بأوصافٍ جميلة كلُّها لا علة لها (٤)، فصار أولًا في الظاهر فلا ظاهر (٥) قبله، فوجدت الأشياء بأوصافه، فظهر (٦) بنوره في نوره.

فأول ما ظهر سره، فظهر به قلمه (٧)، ثم ظهر أمره في سره، وظهر بأمره الدواة في نور العلم بنور القلم (٨)، ثم ظهر عقله بأمره في أمره، وظهر به عرشه في نور لوحه بنور وجهه (٩). ثم ظهر روحه بعقله في عقله، فظهر بروحه


(١) د: «صاروا»، ش: «فصار نظرهم».
(٢) د: «علة له فيه»، ش: «علة فيه».
(٣) ش: «لذاته في ذاته فهناك يحيى العبد ... ».
(٤) «فظهر بأوصاف جميلة كلها لا علة لها» سقط من ش.
(٥) د: «الظهور فلا ... »، ش: «ظهوره لا ظاهرًا».
(٦) د، ش: «فظهرت». وبهذا المقطع ينتهي ما في ش مما ساقه المصنف.
(٧) د: «قلبه».
(٨) د: «بأمره الذوات في قول القدم».
(٩) «بنور وجهه» سقطت من د.