للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القلوب، ومع هذا ففي كتابه من الأحاديث والآثار الموضوعة والأقوال الضعيفة بل المردودة ما قد أنكره عليه كثيرٌ من أهل العلم والدين، حتى جرّد بعضُهم القولَ في ذلك، كالشيخ أبي البيان (١) في القول له في الاستدراكات على أبي طالب مواضعَ أجادَ فيها الشيخُ البيانَ رحمة الله عليهم أجمعين، وإن كانت الاستدراكات على «الإحياء» أكثر من ذلك لما فيه من المادة الفلسفية التي ليست في كتاب أبي طالب، مع ما فيه من الآثار الموضوعة والكلام المحدَث ما ليس في كلام أبي طالب.

ومن المستدرك على أبي طالب المسبّعات التي ذكرها في أول كتابه وعزاها إلى حكايةٍ نُقلَت عن رَقَبة بن مصقلة (٢)

عن التيمي عن الخضر أنه نقلها عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وذكر فيها قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} والمعوذتين وغيرهما سبع مرات، وذكر فيها ثوابًا جازف فيه. ولا ريب عند أهل العلم بالنقل أن هذه


(١) أبو البيان الدمشقي: نبا بن محمد بن محفوظ القرشي، من مشاهير مشايخ الصوفية (ت ٥٥١). ترجمته في «السير»: (٢٠/ ٣٢٦ - ٣٢٧). وقد أشار المؤلف إلى استدراكاته على أبي طالب في «جامع المسائل»: (٦/ ١٢٥)، و «الفتاوى»: (٤/ ٦٦).
(٢) في النسخة هكذا: «إلى رُقية حكاية نقلت عن رُقية بن مصقلة»! وهو تصحيف، ووضع الناسخ فوق «ابن» علامة تشبه الميم (م).

والذي في «قوت القلوب»: (١/ ١٩) في إسناد هذه الحكاية: «روى ذلك سعيد بن سعيد عن أبي طيبة عن كرز بن وبرة ... أنه أسند له هذه الحكاية عن إبراهيم التيمي عن الخضر». وقد أخرجه من هذا الطريق ابنُ عساكر في «تاريخه»: (١٦/ ٤٣٠). ولا ذِكر لرقبة بن مصقلة في إسناد هذه الحكاية.
وقد جاء ذكر رقبة بن مسقلة ــ بالسين أو الصاد ــ في «قوت القلوب»: (١/ ٨٣) لكن في أثر آخر في رؤيته لربّ العزة في النوم يقول: وعزتي وجلالي لأكرمن مثوى سليمان التيمي فإنه صلى الغداة بوضوء العشاء الآخرة أربعين سنة.