للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٥ - ولهما عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعا قال الله تعالى: «أنا عند ظن عبدي بي» زاد أحمد (١) . وابن حبان «إن ظن بي خيرا فله وإن ظن بي شرا فله» .

ــ

(١٥) رواه البخاري التوحيد ١٣ / ٤٦٦ رقم ٧٥٠٥ ومسلم الذكر ٤ / ٢٠٦٧ رقم ٢٦٧٥. ورواه البخاري ١٣ / ٣٨٤ رقم ٧٤٠٥ ومسلم التوبة ٤ / ٢١٠٢ رقم ٢٦٧٥ والذكر ٤ / ٢٠٦١ رقم ٢٦٧٥ مطولا.

ومعناه أنا أعامله على حسن ظنه بي، وأفعل به ما يتوقعه مني من خير أو شر، والمراد الحث على تغليب الرجاء على الخوف، وحسن الظن بالله. قال القرطبي قيل معنى ظن عبدي بي، أي ظن الإجابة عند الدعاء، وظن القبول عند التوبة، وظن المغفرة عند الاستغفار، وظن المجازاة عند فعل العبادة بشروطها تمسكا بصادق وعده، ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة» ولذلك ينبغي للمرء أن يجتهد في القيام بما عليه، موقنا بأن الله يقبله ويغفر له، لأنه وعد بذلك، وهو لا يخلف الميعاد، فإن اعتقد أو ظن أن الله لا يقبلها، وأنها لا تنفعه فهذا هو اليأس من رحمة الله، وهو من الكبائر، ومن مات على ذلك وُكل إلى ما ظن فإن كان خيرا فخير وإن ظن غير ذلك فله..


(١) رواه أحمد في المسند ٢ / ٣٩١ وابن حبان في صحيحه ٢ / ٤٠٥ رقم ٦٣٩.

<<  <   >  >>