للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[حكم الفصل والوصل لبعض الكلمات والحروف]

ثم قال:

أن لا يقولوا وأقول فصلا ... ثم معا بهود ليس الأولا

وتوبة والحج مع ياسينا ... وفي الدخان مع حرف نونا

والامتحان وكذاك رويا ... عن بعضهم أيضا بحرف الأنبيا

هذا هو الفصل الأول من فصول هذا الباب وقد ذكر فيه: "أن لا" بفتح الهمزة وسكون النون، فأخبر مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بقطع كلمة: "أن" عن كلمة: "لا" بعدها في أحد عشر موضعا: عشرة مقطوعة باتفاق المصاحف، وفي الحادي عشر خلاف.

- الموضع الأول والثاني: {أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} ١، {أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} ٢ كلاهما في "الأعراف"، وإليها أشار بقوله: "أن لا يقولوا وأقول فصلا" أي قطعا، والألف في: "فصلا" ألف الإثنين تعود على هذين الموضعين.

- الموضع الثالث والرابع: {وَأَنْ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} ٣ في "هود": {أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ} ٤. وهو الثاني في "هود"، وإلى هذين الموضعين أشار بقوله: ثم معا بهود ليس إلا ولا. أي ثم "أن لا" معا في "هود" غير الأول، واحترز بقوله: "ليس ولا"، عن الأول فيها وهو: {أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ} ٥، فإنه موصول.

- الموضع الخامس: {أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ} ٦، في آخر "التوبة".

وقد تعدد: "أن لا" فيها بثلاثة مواضع هذا و {أَلّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ} ٧ {وَأَجْدَرُ أَلّا يَعْلَمُوا} ٨، ومقتضى إطلاق الناظم أن الثلاث مقطوعة مع أن المقطوع هو الواقع في آخرها فقط، ولذا أصلح فقيل:

وأخر التوبة مع ياسينا ... والحج والدخان ثم نونا


١ سورة الأعراف: ٧/ ١٦٩.
٢ سورة الأعراف: ٧/ ١٠٥.
٣ سورة هود: ١١/ ١٤.
٤ سورة هود: ١١/ ٢٦.
٥ سورة هود: ١١/ ٢.
٦ سورة التوبة: ٩/ ١١٨.
٧ سورة التوبة: ٩/ ٩٢.
٨ سورة التوبة: ٩/ ٩٧.

<<  <   >  >>