للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البسيط

طافَ الخيالُ علَينا لَيلةَ الوادي، ... من آلِ سَلمى ولم يُلمِمْ بميْعادِ

أنّى اهتَديتَ إلى مَن طالَ لَيلُهُمُ ... في سَبسبٍ ذاتِ دَكْدَاكٍ وأعقادِ

يُكَلِّفُونَ فَلاها كلَّ يَعْمَلَةٍ ... مثلَ المَهاةِ، إذا ما حَثَّها الحادي

أَبلِغْ أبا كَرَبٍ عنّي وأُسْرَتَهُ ... قولاً سَيَذهَبُ غَوراً بعدَ إنجادِ

لا أعرِفَنَّكَ بَعْدَ اليَومِ تَندُبُني ... وفي حَياتيَ ما زَوَّدْتَني زادي

أمَّا حِمامُكَ يوماً أنتَ مُدرِكُهُ ... لا حاضرٌ مُفلِتٌ منهُ، ولا بادِ

فلما فرغ من إنشاده قلت: لهذا الشعر أشهر في معد بن عدنان من ولد الفرس الأبلق في الدهم العراب هذا لعبيد بن الأبرص الأسدي، فقال: ومن عبيد لولا هبيد! فقلت: ومن هبيد؟ فأنشأ يقول: المتقارب

أنا ابنُ الصّلادِمِ أُدعى الهبيدَ، ... حبَوتُ القَوافيَ قَرْمَيْ أسَدْ

عَبيداً حَبَوتُ بمأْثُورَةٍ، ... وأَنْطَقْتُ بِشراً على غَيرِ كَدّ

ولاقَى بمُدرِكَ رَهطُ الكُمَيتِ ... مَلاذاً عَزيزاً ومَجداً وَجَدّ

مَنحاناهُمُ الشِّعرَ عن قُدرَةٍ ... فهَل تَشْكُرُ اليَومَ هذا مَعَدّ

فقلت: أما عن نفسك فقد أخبرتني، فأخبرني عن مدرك، فقال: هو مدرك بن واغم، صاحب الكميت، وهو ابن عمي، وكان الصلادم وواغم من أشعر الجن، ثم قال: لو أنك أصبت من لبنٍ عندنا؟ فقلت: هات، أريد آلأنس به، فذهب فأتاني بعسٍّ فيه لبن ظبي، فكرهته لزهومته فقلت: إليك، ومججت ما كان في

<<  <   >  >>