للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بيضُ الوُجوهِ كريمةٌ أحسابُهمْ ... شُمُّ الأنوفِ مِنَ الطّرازِ الأوّلِ

يُغْشَونَ حتى ما تهرُّ كلابُهُمْ ... لا يَسألونَ عن السّوادِ المُقبلِ

فأقام النابغة عندهم حتى صح للنعمان براءته، فأرسل إليه، ورضي عنه، ولعصام يقول النابغة: الرجز

نفسُ عِصامٍ سَوَّدَتْ عِصامَا ... وَعَلمَتْهُ الكَرَّ، والإقدامَا

وجَعَلَتْهُ مَلِكاً هُمامَا

وله فيه أيضاً: الوافر

أَلمْ أُقْسِمْ عَلَيكَ لتُخبِرَنّي: ... أَمَحْمولٌ على النّعشِ الهُمامُ

فإنّي لا أَلُومُ على دُخولٍ، ... ولكنْ ما وراءَكَ يا عِصامُ؟

فإن يَهلِكْ أبو قابوسَ يَهلِكْ ... رَبيعُ النّاسِ، والشَّهْرُ الحَرامُ

ونأخُذْ بعدَهُ بِذُنابِ عَيشٍ ... أَجَبِّ الظّهرِ، لَيسَ لهُ سَنامُ

تَمَخّضَتِ المَنُونُ له بيَومٍ ... أتَى، وَلِكُلِّ حامِلَةٍ تَمامُ

ولَيسَ بخابىءٍ لغَدٍ طَعاماً ... حِذارَ غَدٍ، لكلِّ غَدٍ طَعامُ

وكان النابغة قد أسن جداً فترك قول الشعر، فمات وهو لا يقوله.

<<  <   >  >>