للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنشدني الحارث بْن أبي أسامة، قال: أنشدني الحضرمي، قال: أنشدني عَبْد اللهِ بْن سوار:

سأشكر إن الشكر حظ من التقى ... وما كل من أوليته نعمة يقضي

ونوهت باسمي ثم ما كان خاملاً ... ولكن بعض الذكر أرفع من بعض

وقَالَ: عَبْد اللهِ بْن مُحَمَّد بْن أبي عنبسة يذكر عَبْد اللهِ بْن سوار:

لبئس ما ظن ابن سوار ... أن ظن أن أقعد عَن ثاري

أو ظن أن أترك داري له ... وهو على الأحكام في الدار

أم ظن أن تنفذ أحكامه ... بعدي على قيمة دينار

قد عرفته نفسي أنني ... طلاب أوتار وأثآر

اقتحم الموت على هوله ... وأوثر النار على العار

فلم يزل عَبْد اللهِ بْن سوار قاضياً إِلَى أن توفي هارون سنة ثلاثين وتسعين، وإسحاق بْن عيسى على الصلاة والأحداث، فخطب عَبْد اللهِ بْن سوار خطبة تناول فيها المأمون، وقرظ مُحَمَّداً، فكان ذلك مما أضغن المأمون عليه، وقتل مُحَمَّد بْن هارون ليلة الخميس، لخمس بقين من المحرم سنة ثمان وتسعين ومائة، وخلص الأمر للمأمون، وولى إسماعيل بْن جعفر، ففوض عزل عَبْد اللهِ بْن سوار إليه، فعزله عزلاً غليظاً، ختم عليه كتبه ثم حولها عنه، وخافه ابن سوار في أكثر ما صنع، واجتمعت إليه عشيرته، ففرقهم عَن نفسه، ولم يزد إسماعيل في صرفه على ما صنع من ختمه عليه، وتحويله كتبه عَن داره.

أَخْبَرَنِي إبراهيم بْن أبي عثمان، عَن العباس بْن ميمون، قال: سمعت مُحَمَّد بْن عُمَر العنبري يقول: كتب الفضل بْن الربيع إِلَى عَبْدِ اللهِ بْن سوار ليشتري له ضيعة، فكتب إليه: أن القضاء لا يدنس بالوكالة.

<<  <  ج: ص:  >  >>