للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وقال الحافظ ابن كثير في «البداية والنهاية» (ج ٧ص ١٦٤) : «تفرد به عُمارة بن زاذان الصيدلاني، وهو ضعيف» .
وانظر ترجمة (عمارة بن زاذان) في «الجرح والتعديل» (٦/٣٦٥) ، و «الضعفاء والمتروكين» (رقم ٣٨٢) ، و «الضعفاء الكبير» (٣/٣١٥) ، و «بحر الدم» (ص ٣١٠) ، و «الضعفاء» لابن الجوزي (٢/٢٠٣) ، و «تهذيب الكمال» (٢١/٢٤٣) ، و «تهذيب التهذيب» (٧/٣٦٥) ، و «الميزان» (٣/٧٩) ، ولقصة عبد الرحمن بن عوف طرق مدارها على واهين ومتروكين وكذابين، وسأعمل -إن شاء الله تعالى- على ذكرها وبسطها بالتفصيل في جزء لاحق من كتابي «قصص لا تثبت» .
وقد ذكرها المصنف في «الأجوبة المرضية» (٢/٥٧٧-٥٨١) وقال في خاتمتها: «وبالجملة؛ فقد قال الهيثمي [في «كشف الأستار» (٣/٢٠٩ عقب رقم ٢٥٨٧) ] وأقره العراقي [في تخريج أحاديث الإحياء» (٥/٢٤٠٩) ]-رحمهما الله- أنه لا يثبت في دخوله زحفاً حديث» . انتهى.
وقد شهد -رضي الله عنه- بدراً والحديبية، ومعلوم أن الله -عز وجل- قال في أهل بدر: «اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» ، فلو ارتكب امرؤ منهم ما لا يجوز -وقد عصمهم الله إن شاء الله من ذلك- فهو مغفور له، هذا مع أن كسبه حلال من تجارته ببركة دعائه - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: «بارك الله لك» ، وفعل ما فعله للفقراء من الخير. ورواية من تقدم ممن طعن فيه لا يقدح في أهل بدر، والله الموفق» . وسبق ضعفها عن ابن الجوزي فيما نقله عنه القرطبي -رحمهما الله- وتكلمت عليها في تعليقي على «المستجاد» للتنوخي (ص ٢٠-٢١ رقم ٩) .
قال أبوعبيدة: المهم الآن -وقد طال بك الكلام، فأرجو المعذرة، فإنه لا يخلو من فائدة- أن أُكِّد لك التفصيل، وأنّ (المال) قد يحمد، وقد يذمّ من خلال تحقيق معانٍ كثيرة واردة في أحاديث شهيرة عديدة، وجمعها على وجهٍ حسن مع تعليق متين: العز في (الباب العاشر: الإحسان ببذل الأموال) من كتابه: «شجرة المعارف والأحوال وصالح الأقوال والأعمال» (ص ٢٣٥- ٢٦٠) ، والتفصيل يطول، والإحالة المذكورة مُغنية مُشبعة فيما يخص المسألة.
بقي بعد هذا كلّه:
التأكيدُ على صحة ما قاله المصنف -وهو لبّ رسالته وخلاصتها- مهم، وهو الصواب بلا شك، إذ يستحيل الوقوف على وجه الجمع بين المدح والذم إلاَّ بأن تعرف حكمة المال ومقصوده، وآفاته، وغوائله، حتى ينكشف لك أنه خيرٌ من وجه، وشرٌّ من وجه، وأنه محمودٌ من حيث هو خيرٌ، ومذمومٌ من حيث هو شر، وأنه ليس بخير محض، ولا هو شر محض، بل هو سبب الأمرين جميعاً، وما هذا وصفه فيمدح لا محالة مرّة، ويذم أخرى، ولكن البصير المميّز يدرك أن المحمود منه غير المذموم، وبيانها الاستمداد منه بما يصلح الحال لحفظ الدّين والقوة على الطاعة المفضية به إلى =

<<  <   >  >>