للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ} [الزخرف: ٣٣] ، ومعناها: لولا أن تميل الدنيا بالناس فيصير الخلق كفاراً لأعطى الله الكافرَ في الدنيا غاية ما يتمنى منها، لقلَّتها عنده، ولكنه عزّ وجلَّ لم يفعل ذلك لعلمه أن الغالب على الخلق حب العاجلة (١) ، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة؛ ما سقى كافراً منها شربة» (٢) .


(١) نقل المصنف تفسير الآية من «الوسيط» للواحدي (٤/٧١-٧٢) .
(٢) أخرجه أحمد في «الزهد» (١٢٩) ، وابن ماجه (٤١١٠) ، والترمذي (٢٣٢٠) ، والطبراني في «الكبير» (٥٨٢٠) ، والقضاعي في «مسند الشهاب» (١٤٣٩) ، والعقيلي في «الضعفاء» (٣/٤٦) ، وأبو نعيم في «الحلية» (٣/٢٥٣) ، والحاكم (٤/٣٠٦) ، وابن أبي عاصم في «الزهد» (رقم ١٢٨) ، وابن عدي في «الكامل» (٥/١٩٥٦) ، والبيهقي في «الشعب» (١٠٤٦٥، ١٤٠٦٦) من حديث سهل ابن سعد، وقال الترمذي: «هذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه» . وفي إسناده عند الترمذي: عبد الحميد بن سليمان، وهو ضعيف، وتابعه زكريا بن منظور كما عند ابن ماجه، وهو ضعيف -أيضاً-.
وعزاه المصنِّف في «المقاصد الحسنة» (رقم ٨٩٧) للطبراني، والضياء في «المختارة» من حديث سهل، وتكلم على طرقه، وبيان ما فيه، وقال: «ولو صح الحديث لكان متوجّهاً» .
قلت: يريد أنه صحيح باعتبار طرق أخرى، وهو كذلك، منها:
ما أخرجه ابن المبارك في «الزهد» (٥٠٩) عن عثمان بن عبد الله بن رافع أن رجالاً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - حدّثوا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ... وذكره، وإسناده لا بأس به في الشواهد.
ومنها: حديث ابن عباس، عند أبي نعيم (٣/٣٠٤ و٨/٢٩٠) بسند فيه الحسن بن عمارة، وهو متروك.
ومنها: مرسل عمرو بن مرة، أخرجه هناد رقم (٨٠٠) ، وإسناده صحيح.

ومنها مرسل الحسن البصري، أخرجه ابن المبارك في «الزهد» (٦٢٠) ، وإسناده حسن.
ومنها حديث ابن عمر، أخرجه القضاعي في «مسند الشهاب» (رقم ١٤٣٩) ، والخطيب في «تاريخ بغداد» (٤/٩٢) بسند صحيح غريب.
ومنها حديث أبي هريرة، أخرجه ابن عدي (٦/٢٢٣٥) ، والقضاعي في «مسند الشهاب» (رقم ١٤٤٠) بسند فيه صالح مولى التوأمة.
وأخرجه ابن جرير في «تهذيب الآثار» (١/٢٩٩ رقم ٥٠٤) عن أبي الدرداء قوله، وفيه: «فرعون» ، بدل: «كافر» ، ورجاله ثقات. =

<<  <   >  >>