للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويبدو أن ذلك لم يكن لغة لهم جميعا، بدليل قول بعض المصادر العربية في عرض هذه الظاهرة: "وسمع إبدالها هاء في قول بعضهم"١.

ونحن نفترض في بعض هؤلاء الطائيين، أنهم كانوا يقفون على تاء التأنيث في المفرد بالهاء٢، كما في العربية الفصحى تماما، غير أن هؤلاء القوم قاسوا تاء جمع المؤنث السالم، على تاء تأنيث المفرد، ولا سيما تلك التاء التي تقع في المفرد بعد ألف، مثل تاء: صلاة، وزكاة، وحياة، وقناة، وأداة، وأناة، ونجاة، وحماة، وفلاة، ووفاة، وحصاة، ونواة، وفتاة، ودواة، ومهاة، وغيرها.

وقد فطن إلى هذا، الشيخ خالد الأزهري، فقال وهو يتحدث عن المثال: دفن البناه من المكرماه: "بإبدال تاء الجمع هاء في الوقف، تشبيها بتاء التأنيث الخالصة"٣.

وفي بعض اللهجات العربية المعاصرة، كلهجة "القصيم" في الجزيرة العربية، قياس عكسي في هذه الظاهرة؛ إذ يقف الناس في لهجات الخطاب هناك على تاء التأنيث المسبوقة بالألف في المفرد، بالتاء، قياسا على الوقف على تاء جمع المؤنث السالم بالتاء.


١ انظر: شرح الأشموني ٤/ ٢١٤.
٢ وانظر: شرح المفصل لابن يعيش ١٠/ ٤٥.
٣ شرح التصريح ٢/ ٣٤٣.

<<  <   >  >>