للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الباب الثالث المؤلفات

لقد كتب المجاهد والسياسي العربي الشهير الأمير شكيب أرسلان في شأن حكيم الشرق والمفكر السياسي الأول في العالم الإسلامي المعاصر السيد جمال الدين الأفغاني، وما أحسن ما كتب.

"وبالجملة فإنه لم يكن يحفل بوفرة التصانيف، وإنما كان يؤلف أمما ويصنف ممالك" ١.

ومن الممكن أن تعاد هذه الجملة في حق شيخ الإسلام أيضا بتغيير طفيف، ولكن مع ذلك فالذي كتبه الشيخ في الدعوة والتبليغ ليس بقليل، ومرتبته عظيمة من الناحية العلمية أيضا. فلا توجد في هذه المكتوبات تنطعات المتكلمين ولا تكلفات الفقهاء المتأخرين الذين سيطرت عليهم العلوم اليونانية، ولكنها على طريقة المحدثين تماما، فكل ما قاله في كلمات واضحة مستدلا بنصوص من الكتاب والسنة وكفى-!! إن الحق لا يحتاج إلى تجميل ولا تزوير، فإنه يحمل في طياته جاذبية كامنة.

ومن أهم مميزات مؤلفاته أنها لم يصبها أدنى كدر من اليونان والعلوم اليونانية في حين نرى في بلادنا الهند أن كبار المجددين لم يستطيعوا أن يتجنبوا التعقيدات اليونانية والإشراقية، ولكن أسلوب الشيخ قرآني محض، وأدلته كلها مأخوذة من القرآن والسنة.

ومزية أخرى أنه بعيد كل البعد عن المصطلحات الصوفية، وإن هذا الخليط


١ حاضر العالم الإسلامي ٢: ٣٠١.

<<  <   >  >>