للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معمولة من جواهر الأرض أو من الخشب والحجارة كصورة الادمي، تعمل وتنصب وتعبد، ومنهم من لم يفرّق بينهما وأطلقهما على المعنيين، وقد يطلق الوثن على غير الصورة.

وقد اختلف المفسرون في المراد بالنجم على أقوال: أحدها: أنه الجملة من القران إذا نزلت، وكلما نزل منه شيء في وقت فهو نجم. ثانيها: أنه عنى بالنجم الثّريّا «١» ، والعرب تطلق اسم النجم على الثريا خاصة، فلا يذكرونه في الإطلاق إلا لها، قائلهم:

طلع النّجم عشيا ... ابتغي الراعى كسيا

وقال أيضا:

طلع النجم غديّه ... ابتغي الراعى شكيّه

يعنى الثريا، وهى تطلع العشا في الثلث الأخير من فصل الخريف، قبل الشتاء بشهر، وذلك مباديء قوة البرد، لأن اخر كلّ فصل شبيه بالذى بعده، فلهذا طلب الراعى الكساء، وتطلع بالغداة في الصيف وقت أوان اللبن، فلهذا طلب الشّكية: تصغير شكوة، وهى جلد الرضيع يتخذ للبن، أصغر من الوطب، الذى هو جلد الجذع.

وفي الحديث: «ما طلع النجم قطّ وفي الأرض من العاهة شيء إلا ارتفع» رواه الإمام أحمد.

قال ابن دريد: الثريّا سبعة أنجم؛ ستة أنجم منها ظاهرة، وواحد خفيّ، يمتحن الناس به أبصارهم.

وعلى قول ابن دريد قول الشاعر:

خليليّ إنّى للثريّا لحاسد ... وإنّي على ريب الزمان لواجد

أيبقي جميعا شملها «٢» وهى سبعة ... وأفقد من أحببته، وهو واحد

وذكر القاضى عياض في «الشفاء» أنه صلّى الله عليه وسلّم كان يرى في الثريا أحد عشر نجما.


(١) الثريا: مجموعة من النجوم في صورة الثور، وكلمة النجم علم عليها.
(٢) السمل: القذيم.