للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وغزوة الأبواء تسمي غزوة ودّان، بفتح الواو وتشديد الدال المهملة اخره نون «١» ، وذلك أنه صلّى الله عليه وسلّم خرج غازيا حتي بلغ «ودّان» وهي قرية كبيرة بينها وبين الأبواء نحو ثمانية أميال، و «الأبواء» قرية بين مكة والمدينة، وكان خروجه صلّى الله عليه وسلّم بالمهاجرين يتعرض عير قريش، ويريد بني ضمرة، وكان عدد من معه سبعين رجلا من أصحابه، وفي هذه الغزوة صالح بنى ضمرة، فعقد الصلح مع سيدهم حينئذ، وهو مجدى بن عمرو الجهني، علي ألايغزوهم ولا يغزونه، ولا يكثروا عليه جمعا، ولا يعينوا عليه عدوا، وكتب بينه وبينهم كتابا نسخته:

بسم الله الرحمن الرحيم:

«هذا كتاب من محمد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لبني ضمرة بأنهم امنون علي أموالهم وأنفسهم، وأن لهم النصرة علي من رامهم، إلا أن يحاربوا في دين الله ما بلّ بحر صوفة (أى ما بقى فيه ما يبل الصوفة) ، وأن النبى صلّى الله عليه وسلّم إذا دعاهم لنصره أجابوه، عليهم بذلك ذمة الله وذمة رسوله (أي أمانهما) » انتهي.

وكان لواؤه أبيض مكتوبا عليه «لا إله إلا الله محمد رسول الله» ، وكان اللواء مع عمه حمزة، واستعمل علي المدينة سعد بن عبادة، وانصرف إلي المدينة، وكانت غيبته خمس عشرة ليلة.

هذا ما قاله بعض أهل السير.

والصحيح: أنها كانت في الثانى عشر من شهر صفر من السنة الثانية من الهجرة.

* وأما غزوة بواط «٢» (بضم المواحدة وفتحها وتخفيف الواو اخرها طاء مهملة) فالصحيح أيضا أنها كانت في شهر ربيع الأوّل، وقيل في ربيع الاخر من السنة الثانية. وبواط جبل بالينبع. وسبب هذه الغزوة أن النبى صلّى الله عليه وسلّم بلغه أن عير قريش نحو ألفين وخمسمائة بعير، ومائة رجل من قريش، معهم أمية بن خلف، ذاهبة إلى مكة، فخرج صلّى الله عليه وسلّم لاعتراضها في مائتين من أصحابه، وحمل


(١) قرية جامعة في نواحى الفرع، وبينها وبين هرشى ستة أميال، وبينها وبين الأبواء نحو من ثمانية أميال، قريب من الجحفة. وهرشى: ثنية في طريق مكة قريبة من الجحفة: تري من البحر.
(٢) بواط: جبل من جبال جهينة بناحية رضوي، به غزوة للنبى صلّى الله عليه وسلّم.