للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ستة أشهر لا يجيبونه، فبعث عليه الصلاة والسلام عليّ بن أبى طالب وأمره أن يقفل خالد، فلما بلغ عليّ أوائل اليمن جمعوا له، فلما لقوه صفّوا، فقدم عليّ الإنذار وقرأ عليهم كتاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأسلمت همدان كلها في ذلك اليوم، وكتبت بذلك إلى النبى صلّى الله عليه وسلّم، فسجد لله شكرا، ثم قال: السلام على همدان (ثلاث مرات) .

ثم تتابع أهل اليمن علي الإسلام وقدمت وفودهم، وكان عمرو بن معديكرب الزبيدى قال لقيس بن مكشوح المرادي: اذهب بنا إلى هذا الرجل، فلن يخفى علينا أمره. فأبى قيس ذلك، فقدم عمرو على النبى صلّى الله عليه وسلّم فأسلم. وكان فروة بن مسيك المرادى علي زبيد؛ لأنه وفد قبل عمرو مفارقا لملوك كندة، فأسلم ونزل على سعد بن عبادة، وتعلم القران وفرائض الإسلام، واستعمله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على مراد وزبيد ومذحج كلها، وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص على الصدقة، فكان معه في بلاده حتّى كانت الوفاة.

وفي هذه السنة قدم وفد عبد القيس، يقدمهم الجارود بن عمرو، وكانوا على دين النصرانية، فأسلموا ورجعوا إلى قومهم، ولما كانت الوفاة «١» وارتدت عبد القيس، ونصّبوا المنذر بن النعمان بن المنذر: ثبت الجارود علي الإسلام، وكان له المقام المحمود، وهلك قبل أن يرجعوا.

وقد كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعث العلاء بن الحضرمى قبل فتح مكة إلي المنذر بن ساوى العبدي، فأسلم وحسن إسلامه، وهلك بعد الوفاة «٢» ، وقبل ردة أهل البحرين.

وفي هذه السنة قدم وفد بنى حنيفة (فى ستة عشر) فيهم مسيلمة بن حبيب الكذاب، ورجّال بن عنفوة، وطلق بن علي بن قيس، وعليهم سلمان بن حنظلة، فأسلموا وأقاموا أياما يتعلمون القران من أبيّ بن كعب سيد القرّاء، ومن فضلاء الصحابة، ورجّال يتعلم، وطلق يؤذّن لهم، ومسيلمة في الرّحال «٣» . وذكروا للنبى


(١) أى وفاة النبى صلّى الله عليه وسلّم.
(٢) أى وفاة النبى صلّى الله عليه وسلّم.
(٣) ذكرها في السيرة بصيغة الضعف «قيل إن بنى حنيفة جعلوه في رحالهم» .