للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كقوله:

يا تاركاً شُرْباً لقهوتِنا التي ... تجلُو صدَا القلبِ الكئيبِ العاني

في ترْكِ مثلِك شُربَها لِيَ راحةٌ ... توفيرُها وطهارةُ الفِنْجانِ

وهو من قول ابن الرومي:

يا لائمي في الرَّاحِ غيرَ مُقصِّرٍ ... مازال ظنُّكَ سيِّئاً في الرَّاحِ

فأفَلُّ ما في تَرْكِ مِثْلِك شُرْبَها ... توفيرُها وطهارةُ الأقْداحِ

ولم يزل باللهو معروفا، وبغزلان النقا مشغولاً مشغوفا، لاسيما إذا تفتح عن ورد الخدود أكمام العذار، وشاهد صنع الله الذي يولج الليل في النهار.

وقالُوا أتَتْ كُتْبُ العِذارِ بغزْلِهِ ... فقلتُ لهم لا تعْجَلوا فبِها وُلِّى

ويقال أن هذا الأمر أذهب خبره وخبره، ومحا بيد الفنا عينه وأثره، حتى عصفت رياح المنية بروضه القشيب، وهصرت يد الردى يانع غصنه الرطيب، فاحتضر واحتضر، بأمر الملك المقتدر.

لازال جدثه روض من رياض الجنان، ولابرح مجرى لجداول الرحمة والرضوان.

فمن العنبر الذي أذكته مجامر فكره، وقذفته في سواحل المحاورة بحور شعره، ما أنشده لي من قوله مضمنا:

قلُ للقضيبِ ورَاحُ الريِّح تعطِفُه ... أثْناءَ بُرْدٍ من الأزْهار مُنْتسِجِ

<<  <   >  >>