للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العلامة عليُّ بن جَار الله المَكّىّ

الحَنفّي الخطيب مفتى الحرمين الشَّريفْين

خطيبٌ مِصْقَع، لفظُه بالفصاحِة مُوشى مُوشَّع.

إذا انْحدَر من تَلْعته ماء بلاغتِه، وسال ببَطْحاء أمّ القُرَى سَلْساَل براعتِه، شهد بفضْله الناسُ من فاجر وبَرّ، وكاد يخْصُّر تحته أعوادُ كل مِنْبر.

فتهْتزُّ أعواد المنابرِ أسِمه ... فهل ذكرَتْ أيْامَها وهْيَ أغْصانُ

فعطر المحافلِ طيِباَ، فلا ندرِي أضمَّخ طيباً أم ضمَّ خطِيباً.

رأيتهُ وقد طعَن في السّنّ وليس له غير العصَاقَناَ، وقج رَقَى شرَفَ السَّبعين وهي سُلَّم الفَنَا.

وهو ينشرُ في نادِيه حِبَرَ الأثِيث، وتُرفَع له الفَتاوَى في عصْرِه وأسانيُد الحديث.

وردْتُ مَنْهَلَ إفادتهِ رائقِاً، وأخذتُ من إجازاتِه ما صرْتُ به على الأقْرانِ فائِقاَ.

وهو في مذهب النُّعمان لِشيْخنا المَقْدِسي شَقيِق، وأمُّ القُرَى لم تلدْ مثَله من نجيبٍ عريق.

<<  <   >  >>