للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال: كبَّرْتُ.

فلم يفهْم جوابَه، واسْتَبْرده.

فلم يفهم ابن زُهْر إنْكارَه.

ثم قال: أقرأتَ شعر المُتنّبيّ؟ قال: نعم، وحفظتُه.

قال: أما سمعتَ قولَه:

كبَّرتُ حولَ ديارهمْ لمَّا بَدتْ ... تلك الشموسُ وليس فيها المشُرِقُ

فعلَى نفسِك فْلتُكبّر، ولفِهْمك فاتَّهِم وأنْكِر.

فخجل، واعتذَر.

أقول: هكذا فْلتكن مُحاوَرة الأدباء.

وأراد أبو الطَّيّب بتكْبيره التعَّجبَ.

وقوله في القصيدة:) أسد (إلخ، فيه إيهامٌ بَدِيع؛ فإن الثَّعلب طَرَفُ الرُّمحِ الداخل في السّنان، والحيوان المعروف.

ومثله قول ابن السَّاعاتي:

ولو يمْلِكُ الملكُ الأهلّةَ عنده ... أبى فخرُها إلا نِعالا لجْردِهِ

إذا مدَّ جيشاً للعدوّ تلاعَبتْ ... ثعالبُ أطرافِ الرّماح بأُسْدِهِ

<<  <   >  >>