للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيملأ بالغيظ قلب حَسُودِه، طويل البَاع عذْبُ الموارِد إذا ظمِئت الأسْماع، مُرْهَف فكرِه صَقِيلُ الطَّبْع، وبحرُ كرمِهِ متموِّج بهُووب نسيم ذلك الطبع، رقيقُ حَواشِي المجد، أرَقُّ من عَبَراتٍ أسالها الوَجْدُ، وضَّاحُ المحَيَّا تحمَرُّ خجَلاً منه خدودُ الحُمَيَّا.

صَنَّفا، وألفَّا، ولاَحا كغُصْنَيْ قد بَانَةٍ قد تألَّفا نَشَا في حِجْر الفضل والحسب، وبَسَقا في رَوْض النَّجْدة والأدب، في زمانٍ شَمِت فيه الجهلُ بالفضل، ورَقِيَ صَهْوة عِزِّه كلُّ فَدْم نَذْل.

نَجْمان بأيِّهما اقتدَيْتَ في طُرُق المعاني اهْتدَيْت، فهما في مَغْرس الكرم صِنْوان، وثمراتُهما صِنْوان وغيرُ صِنْوان، ورَوْضا محامِدَ، يُسْقَيان بماءِ واحد.

ووالدهما هُمامٌ ألفَّ وأفاد، وعذُبَتْ مواردُ إفادتِه للوُرَّاد.

له تآليف كثيرة، منها) شرح مغني اللبيب (طَرَّز بتحْريرِه حواشِيَه، ودخل جنَّته من أيِّ باب شاء من أبوابِه الثَّمانِيَة.

فمما أنشدته لمحمد ابنه:

في الليلِ وفي النهار حَرَّى كَبدِي ... مقتولُ ضَنًى بجائرٍ ليس يَدِي

تَرْشِي عيني جواهرُ الدمع على ... لُقْياه تظنُّ أنه طوعُ يَدِي

<<  <   >  >>