للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العشيرة وإقبالها من الشام، ندب أصحابه للخروج إلى العير وأمر من كان ظهره [ (١) ] حاضرا بالنهوض، ولم يحتفل لها احتفالا كبيرا، وكان قد بعث طلحة بن عبيد اللَّه ابن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تميم بن مرة القرشي التيمي، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد اللَّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤيّ القرشي العدوي قبل خروجه من المدينة بعشر ليال يتحسسان [ (٢) ] خبر العير فبلغا التجبار [ (٣) ] من أرض الحوراء [ (٤) ] فنزلا على كشد [ (٥) ] الجهنيّ فأجارهما وأنزلهما وكتم [ (٦) ] عليهما حتى مرت العير، ثم خرج بهما يخفرهما حتى أوردهما ذا المروة، فقدما المدينة ليخبرا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم خبر العدو فوجداه قد خرج. وكان قد ندب المسلمين وخرج بمن معه يوم السبت الثاني عشر من رمضان بعد تسعة عشر شهرا من مهاجره، [وقيل: خرج لثمان خلون من رمضان وذلك بعد ما وجه طلحة بن عبد اللَّه وسعيد بن زيد بعشر ليال] فخرج معه المهاجرون وخرجت الأنصار ولم يكن غزا بأحد منهم قبل ذلك.

فنزل بالبقع [ويقال لها بئر أبي عنبة، وهي على ميل من المدينة] ، والتقيا على أربع مراحل من المدينة، وهي بيوت السقيا، يوم الأحد لثنتي عشرة خلت من رمضان.

عرض المقاتلة وردّ الصغار

فضرب عسكره هناك وعرض المقاتلة [ (٧) ] ، فرد عبد اللَّه بن عمرو، وأسامة بن


[ (١) ] الظهر: ما يركب.
[ (٢) ] في (خ) «يتحسسان» . وفي (تاريخ الطبري) ج ٢ ص ٤٣٣ «يتجسسان» ، وفي (المغازي) ج ١ ص ١٩ والتحسس بالحاء: أن تتسمع الأخبار بنفسك، والتجسس بالجيم: هو أن تفحص عنها بغيرك،
وفي الحديث: «لا تجسسوا ولا تحسسوا» (ابن هشام) ج ٢ هامش ص ١٨٢.
[ (٣) ] كذا في (ط) وفي (ابن سعد) ج ٢ ص ١١.
[ (٤) ] الحوراء: مرفأ سفن مصر إلى المدينة، وفي قول الأصمعي: ماء لبني نبهان من طيِّئ قرب ماء يقال له القلب لبني ربيعة من بني نمير (معجم البلدان) ج ٢ ص ٣١٦ وفي (المغازي) «بالنخبار» ج ١ ص ١٩.
[ (٥) ] في (خ) «كشد» بالشين والدال (والمغازي) ج ١ ص ١٩ وفي الإصابة ج ص ٢٨٧ «كسد» بالسين المهملة ترجمة رقم ٧٣٩٨.
[ (٦) ] في (خ) «وكتمه» .
[ (٧) ] في (خ) «المقابلة» .