كتاب إمتاع الأسماع

[وأما الأحرف التي أنزل عليها القرآن الكريم]

فقد صح عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أنه قال: أنزل القرآن على سبعة أحرف [ (١) ] ، من رواية أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب وأبي بن كعب. وفي الباب عن عبد اللَّه بن عباس وأبي هريرة، وعبد اللَّه بن مسعود، وأبي جهيم الأنصاري، وأبي بكرة، وسمرة، وغيره.

فأما حديث عمر رضي اللَّه عنه فرواه مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عبد الرحمن عن عبد الأعلى، ورواه معمر ويونس عن عقيل وشعيب بن أبي حمزة، ومحمد بن عبد اللَّه بن مسلم- وهو ابن أخي محمد بن شهاب الزهري-، عن عروة بن الزبير، عن المسور وعبد الرحمن بن عبد القاري، جميعا عن عمر رضي اللَّه عنه [ (٢) ] .

وخرج حديث مالك هذا، البخاري [ (٣) ] ...

[ (١) ] على سبعة أحرف: أي على سبعة أوجه، يجوز أن يقرأ بكل وجه منها، وليس المراد أن كل كلمة ولا جملة منه تقرأ على سبعة أوجه، بل المراد أن غاية ما انتهى إليه عدد القراءات في الكلمة الواحدة سبعة. (فتح الباري) : ٩/ ٢٨ كتاب فضائل القرآن، شرح الحديث رقم (٤٩٩٢) :
«إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسر منه» ،
وبسط القول في القراءات السبعة، في (النشر في القراءات العشر) : ١/ ١٩- ٥٤.
[ (٢) ] (فتح الباري) : ٩/ ٢٧، كتاب فضائل القرآن، باب (٥) أنزل القرآن على سبعة أحرف، حديث رقم (٤٩٩١) .
[ (٣) ] (فتح الباري) : ٩/ ٢٨، كتاب فضائل القرآن، باب (٥) أنزل القرآن على سبعة أحرف، حديث رقم (٤٩٩٢) ، ٥/ ٩٢، كتاب الخصومات باب (٤) كلام الخصوم بعضهم في بعض، حديث رقم (٢٤١٩) ، ٩/ ١٠٧، كتاب فضائل القرآن، باب (٢٧) من لم ير بأسا أن يقول: سورة البقرة وسورة كذا وكذا، حديث رقم (٥٠٤١) ، ١٢/ ٣٧٥، كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم، باب (٩) ما جاء في المتأولين، حديث رقم (٦٩٣٦) ، ١٣/ ٦٣٦، كتاب التوحيد، باب (٥٣) قول اللَّه تعالى: فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ، حديث رقم (٧٥٥٠) .