للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أم المؤمنين سودة بنت زمعة] [ (١) ]

وسودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ودّ بن نضر بن مالك


[ (١) ] هي سودة أم المؤمنين- بنت زمعة بن قيس القرشية العامرية، وهي أول من تزوج بها النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعد خديجة، وانفردت به صلّى اللَّه عليه وسلم نحوا من ثلاث سنين أو أكثر، حتى دخل بعائشة رضى اللَّه عنها. وكانت سيدة جليلة، نبيلة، ضخمة، وكانت أولا عند السكران بن عمرو، أخى سهيل بن عمرو العامري.
وهي التي وهبت يومها لعائشة رضى اللَّه عنها، رعاية لقلب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وكانت قد فركت [قلّ ميلها للرجال] ، وقد أخرج البخاري في النكاح، باب: المرأة تهب يومها من زوجها لضرتها، من حديث عائشة رضى اللَّه عنها أن سودة بنت زمعة وهبت يومها لعائشة، وكان النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقسم لعائشة بيومها ويوم سودة، وأخرجه أيضا في الهبة، وزاد في آخره: تبتغي بذلك رضى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
وأخرجه مسلم عن عائشة رضى اللَّه عنها وفيه ... فلما كبرت جعلت يومها من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لعائشة، قالت: يا رسول اللَّه قد جعلت يومى منك لعائشة.
وأخرجه أبو داود من طريق أحمد بن يونس، حدثنا عبد الرحمن بن أبى الزناد- عن هشام بن عروة عن أبيه، قال: قالت عائشة: يا ابن أختى كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لا يفضل بعضنا على بعض في القسم من مكثه عندنا، وكان قلّ يوم إلا وهو يطوف علينا جميعا، فيدنو من كل امرأة من غير مسيس، حتى يبلغ إلى التي هو يومها، فيبيت عندها، ولقد قالت سودة بنت زمعة حين أسنت، وفرقت أن يفارقها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: يا رسول اللَّه، يومى لعائشة، فقبل ذلك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم منها، قالت: تقول في ذلك أنزل اللَّه تعالى، وفي أشباهها، آراه قال: وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً [النساء: ١٢٨] .
لها أحاديث، وخرّج لها البخاري، حدّث عنها: ابن عباس، ويحى بن عبد اللَّه الأنصاري.
توفيت في آخر خلافة عمر رضى اللَّه عنه بالمدينة في شوال سنة أربع وخمسين. وقال الواقدي: وهذا الثبت عندنا.
وروى عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبى هلال: أن سودة رضى اللَّه عنها توفيت زمن عمر رضى اللَّه عنه.
قال ابن سعد: أسلمت سودة وزوجها، فهاجرا إلى الحبشة. وعن بكير بن الأشجّ: أن السكران قدم من الحبشة بسودة، فتوفى عنها فخطبها النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. فقالت: أمرى إليك. قال: مري رجلا من قومك يزوجك، فأمرت حاطب بن عمرو العامري، فزوجها، وهو مهاجري بدريّ.
هشام الدستوائى