للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[أم المؤمنين زينب بنت جحش]]

[ (١) ] وزينب بنت جحش بن رباب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كثير بن غنم


[ (١) ] هي زينب بنت جحش بن رباب، وابنة عمة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، أمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم، وهي أخت حمزة، وأبى أحمد، من المهاجرات الأول، وكانت عند زيد، مولى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وهي التي يقول اللَّه فيها: وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا [الأحزاب: ٣٧] ، والّذي أخفاه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: هو إخبار اللَّه إياه أنها ستصير زوجته، وكان يحمله على إخفاء ذلك خشية قول الناس: تزوج امرأة ابنه، وأراد اللَّه تعالى إبطال ما كان أهل الجاهلية عليه من أحكام التبني بأمر لا أبلغ في الإبطال منه، وهو تزوج امرأة الّذي يدعى ابنا، ووقوع ذلك من النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ليكون أدعى لقبولهم، وقد أخرج الترمذي من طريق داود بن أبى هند، عن الشعبي، عن عائشة قالت:
لو كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كاتما شيئا من الوحي، لكتم هذه الآية.
فزوجها اللَّه تعالى بنص كتابة، بلا ولى ولا شاهد، فكانت تفخر بذلك على أمهات المؤمنين، وتقول زوجكن أهاليكن، وزوجني اللَّه من فوق عرشه. [أخرجه البخاري في التوحيد، باب وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ،
من طريق أنس، قال: جاء زيد بن حارثة يشكو، فجعل النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: اتّق اللَّه وأمسك عليك زوجك.
قال أنس لو كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كاتما شيئا لكتم هذه. قال: فكانت زينب تفخر على أزواج النبي صلّى اللَّه عليه وسلم تقول: زوجكم أهاليكن، وزوجني اللَّه تعالى من فوق سبع سماوات. وفي رواية البخاري: كانت تقول: إن اللَّه أنكحنى في السماء، أخرجه البخاري من حديث أنس قال: نزلت آية الحجاب في زينب بنت جحش، وأطعم عليها يومئذ خبزا ولحما، وكانت تفخر على نساء النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وكانت تقول: إن اللَّه أنكحنى في السماء.
وكانت رضى اللَّه عنها من سادة النساء، دينا، وورعا، وجودا، ومعروفا، وحديثها في الكتب الستة، روى عنها ابن أخيها محمد بن عبد اللَّه بن جحش، وأن المؤمنين أم حبيبة، وزينب بنت أبى سلمة، وأرسل عنها القاسم بن محمد.
توفيت في سنة عشرين، وصلّى عليها عمر رضى اللَّه عنه، وعن ابن عمر: لما ماتت بنت جحش أمر عمر رضى اللَّه عنه مناديا: ألا يخرج معها إلا ذو محرم، فقالت بنت عميس: يا أمير المؤمنين، ألا أريك شيئا رأيت الحبشة تصنعه بنسائهم؟ فجعلت نعشا وغشته ثوبا، فقال: ما أحسن هذا وأستره! فأمر مناديا فنادى: أن اخرجوا على أمكم. [إسناده صحيح، وهو في (طبقات ابن سعد) ، لكن سقط من إسناده فيه ابن عمر، واستدركناه من (سير الأعلام) .
وهي التي كان النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: أسرعكن لحوقا بى أطولكن يدا. وإنما عنى طوال يدها بالمعروف.
قالت عائشة: فكن يتطاولن أيهن أطول يدا، وكانت زينب تعمل وتصدّق، [والحديث أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب من فضائل زينب أم المؤمنين.
من طريق عائشة بنت طلحة، عن