للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[الكلبية]]

وذكر الواقدي أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم خطب امرأة من كلب، فبعث عائشة رضى اللَّه عنها لتنظر إليها، فذهبت ثم رجعت، فقال لها: ما رأيت؟


[ () ] في المال، فزوجها من ابن جدعان، ولما حملت إليه تبعها ابن عمها فقال: يا ضباعة، الرجال النخر أحب إليك أم الرجال الذين يطعنون السّور؟ قالت: لا، بل الرجال الذين يطعنون السور.
فقدمت على عبد اللَّه بن جدعان، فأقامت عنده، ورغب فيها هشام بن المغيرة، وكان من رجال قريش، فقال لضباعة، أرضيت لجمالك وهيئتك بهذا الشيح اللئيم؟ سليه الطلاق حتى أتزوجك، فسألت ابن جدعان الطلاق، فقال: بلغني أن هشاما قد رغب فيك، ولست مطلقا حتى تحلفي لي أنك إن تزوجت أن تنحري مائة ناقة سوداء الحدق بين إساف ونائلة، وأن تغزلى خيطا يمد بين أخشبى مكة، وأن تطوفي بالبيت عريانة.
فقالت: دعني انظر في أمرى، فتركها، فأتاها هشام فأخبرته فقال: أما نحر مائة ناقة فهو أهون عليّ من ناقة أنحرها عنك، وأما الغزل، فأنا آمر نساء بنى المغيرة يغزلن لك، وأما طوافك بالبيت عريانة، فأنا أسأل قريشا أن يخلو لك البيت ساعة، فسليه الطلاق، فسألته فطلقها وحلفت له.
فتزوجها هشام، فولدت له سلمة، فكان من خيار المسلمين، ووفى لها هشام بما قال.
قال ابن عباس: فأخبرني المطلب بن أبى وداعة السهمي- وكان لدة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم- قال: لما أخلت قريش لضباعة البيت، خرجت أنا ومحمد ونحن غلامان، فاستصغرونا فلم نمنع، فنظرنا إليها لما جاءت، فجعلت تخلع ثوبا ثوبا وهي تقول:
اليوم يبدو بعضه أو كله ... فما بدا منه فلا أحلّه
حتى نزعت ثيابها، ثم نشرت شعرها فغطى بطنها وظهرها، حتى صار في خلخال، فما استبان من جسدها شيء، وأقبلت تطوف، وهي تقول هذا الشعر.
فلما مات هشام بن المغيرة، وأسلمت هي وهاجرت، خطبها النبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلى ابنها سلمة،
فقال: يا رسول اللَّه، ما عنك مدفع، فأستأمرها؟ قال: نعم، فأتاها، فقالت: إنا للَّه، أفي رسول اللَّه تستأمرنى؟ أنا أسعى لأن أحشر في أزواجه، أرجع إليه فقل له: نعم قبل أن يبدو له، فرجع سلمة فقال له، فسكت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يقل شيئا، وكان قد قيل له بعد أن ولّى سلمة: إن ضباعة ليست كما عهدت، قد كثرت غضون وجهها وسقطت أسنانها من فمها.
وذكر ابن سعد بعض هذا في ترجمتها عن هشام الكلبي، وعنه بهذا السند كانت ضباعة من أجمل نساء العرب، وأعظمهن وخلقة، وكانت إذا جلست أخذت من الأرض شيئا كثيرا، وكانت تغطى جسدها بشعرها، (طبقات ابن سعد) : ٨/ ١٠٩، (الإصابة) : ٨/ ٦، ترجمة رقم (١١٤٢٦) ، (الاستيعاب) : ٤/ ١٨٧٤- ١٨٧٥، ترجمة رقم (٤٠١٨) ، (المواهب اللدنية) :
٢/ ٩٩، السادسة [من المخطوبات] ، ضباعة.