للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أموال بني النضير]

وقبض رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم الأموال والحلقة: فوجد خمسين درعا وخمسين بيضة [ (١) ] ، وثلاثمائة سيف وأربعين سيفا. وقال عمر رضي اللَّه عنه: ألا تخمّس ما أصبت.

فقال صلّى اللَّه عليه وسلّم: لا أجعل شيئا جعله اللَّه لي دون المؤمنين- بقوله: ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ [ (٢) ] كهيئة ما وقع فيه السهمان للمسلمين.

وكانت بنو النضير من صفايا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم جعلها حبسا لنوائبه، وكان ينفق على أهله منها: كانت خالصة له، فأعطى من أعطى منها، وحبس ما حبس، وكان يزرع تحت النخل، وكان يدخل منها قوت أهله سنة من الشعير والتمر لأزواجه وبني المطلب [ (٣) ] ، وما فضل جعله في الكراع والسلاح.

واستعمل على أموال بني النضير أبا رافع مولاه، وكانت صدقاته منها ومن أموال مخيريق.

[المهاجرون والأنصار]

وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لما تحول من بني عمرو بن عوف إلى المدينة تحول المهاجرون فتنافست فيهم الأنصار أن ينزلوا عليهم حتى اقترعوا فيهم السهمان، فما نزل أحد من المهاجرين على أحد من الأنصار إلا بقرعة، فكان المهاجرون في دور الأنصار وأموالهم.

[خبر قسمة أموال بني النضير على المهاجرين دون الأنصار]

فلما غنم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بني النضير بعث ثابت بن قيس بن شمّاس فدعا الأنصار كلها- الأوس والخزرج- فحمد اللَّه وأثنى عليه، وذكر الأنصار وما صنعوا بالمهاجرين، وإنزالهم إياهم في منازلهم، وأثرتهم على أنفسهم، ثم

قال: إن أحببت قسمت بينكم وبين المهاجرين ما أفاء اللَّه عليّ من بني النضير، وكان


[ (١) ] البيضة، من أدوات الحرب.
[ (٢) ] آية ٧/ الحشر، وفي (خ) « ... القرى، الآية» .
[ (٣) ] في (خ) «بنى عبد المطلب» .