للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المهاجرون على ما هم عليه من السكنى في مساكنكم وأموالكم، وإن أحببتم أعطيتهم وخرجوا من دوركم.

فقال سعد بن عبادة وسعد بن معاذ: يا رسول اللَّه، بل تقسمه للمهاجرين، ويكونون في دورنا كما كانوا. ونادت الأنصار: رضينا وسلمنا يا رسول اللَّه.

فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: اللَّهمّ ارحم الأنصار وأبناء الأنصار.

وقسم ما أفاء اللَّه عليه على المهاجرين دون الأنصار إلا رجلين كانا محتاجين: سهل بن حنيف بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن مجدعة بن الحارث بن عمرو بن خناس (ويقال خنساء) بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري، وأبو دجانة سماك بن خرشة بن لوذان بن عبد ودّ بن ثعلبة الأنصاري. وأعطى سعد بن معاذ سيف ابن أبي الحقيق، وكان سيفا له ذكر. ووسّع صلّى اللَّه عليه وسلّم في الناس من أموال بني النضير، وأنزل اللَّه تعالى في بني النضير «سورة الحشر» .

وفي جمادى الأولى [ (١) ] مات عبد اللَّه بن عثمان عن رقية.

زواج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بأم سلمة

وفي شوال من هذه السنة تزوج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بأم سلمة رضي اللَّه عنها.

[غزوة بدر الموعد]

ثم كانت غزوة بدر الموعد لهلال ذي القعدة على رأس خمسة وأربعين شهرا.

وسببها أن أبا سفيان بن حرب لما أراد أن ينصرف يوم أحد نادى: موعد بيننا وبينكم بدر الصفراء رأس الحول نلتقي فيه فنقتتل. فقال عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه- وقد أمره رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم-: نعم، إن شاء اللَّه.

[سوق بدر الصفراء وكراهية أبي سفيان الخروج إلى الموعد]

وكانت بدر [ (٢) ] الصفراء مجمعا للعرب في سوق يقام لهلال ذي القعدة إلى ثمان


[ (١) ] في (خ) «الأول» .
[ (٢) ] «وبدر الموعد، وبدر القتال، وبدر الأولى، والثانية: كلها موضع واحد» (معجم البلدان) ج ١ ص ٣٥٨.