للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الخمس المهلكات]

ثم بسط يده فقال: يا أيها الناس! اتقوا خمسا قبل أن تحلّ بكم: ما نقض [ (١) ] مكيال قوم إلا أخذهم اللَّه بالسنين [ (٢) ] ونقص من الثمرات لعلّهم يرجعون، وما نكث قوم عهدهم إلا سلّط اللَّه عليهم عدوهم، وما منع قوم الزكاة إلا أمسك اللَّه عنهم قطر السماء: ولولا البهائم لم يسقوا، وما ظهرت الفاحشة في قوم إلا سلط اللَّه عليهم الطاعون، وما حكم قوم بغير آي القرآن إلا ألبسهم شيعا [ (٣) ] وأذاق بعضهم بأس بعض.

[إسلام الأصبغ ملك كلب، وزواج عبد الرحمن ابن عوف تماضر ابنته]

فسار عبد الرحمن بن عوف حتى قدم دومة الجندل، ودعا أهلها ثلاثة أيام إلى الإسلام وهم يأبون إلا محاربته. ثم أسلم الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة بن حصن ابن ضمضم الكلبي: وكان نصرانيا وهو رأس القوم،

فكتب عبد الرحمن بن عوف بذلك إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم مع رافع بن مكيث، وأنه أراد أن يتزوج فيهم، فكتب إليه أن تزوج تماضر ابنة الأصبغ،

فتزوجها، فهي أول كلبية تزوجها قرشيّ، فولدت له أبا سلمة، [العقية] [ (٤) ] . [وهي أخت النعمان بن المنذر لأمّه] .

وأقبل بعد ما فرض الجزية على من أقام على دينه.

[سرية علي بن أبي طالب إلى بني سعد بن بكر]

ثم كانت سرية علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه إلى بني سعد بن بكر [ (٥) ]


[ (١) ] كذا في (خ) و (ط) وفي (الواقدي) ج ٢ ص ٥٦١ «ما يقضى» .
[ (٢) ] السنين جمع سنة، وهي القحط والجدب.
[ (٣) ] أي مختلفين المتباعدين، إشارة إلى قوله تعالى: أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ من الآية ٦٥/ الأنعام.
[ (٤) ] هكذا رسم هذه الكلمة في (خ) والسياق مستقيم بدونها وحذفها أولى.
[ (٥) ] في (خ) «بني عبد اللَّه سعد بن بكر» والّذي أثبتناه من: (الواقدي) ج ٢ ص ٥٦٢، و (ابن سعد) ج ٢ ص ٨٩.