للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ادخلوا على بركة اللَّه. وعرّس بمنزله ساعة.

[خبر يهود وغزو المسلمين]

وكانت يهود يقومون كل ليلة قبل الفجر، ويصفون الكتائب، وخرج كنانة ابن أبي الحقيق في أربعة عشر رجلا إلى غطفان، يدعوهم إلى نصرهم ولهم نصف ثم خيبر سنة. فلما نزل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بساحتهم، لم يتحركوا تلك الليلة، ولم يصح لهم ديك، حتى طلعت الشمس، فأصبحوا وأفئدتهم تخفق، وفتحوا حصونهم، [وغدوا إلى أعمالهم] [ (١) ] ، معهم المساحي والكرازين والمكاتل، فلما نظروا المسلمين قالوا: محمد والخميس [ (٢) ] !! وولوا هاربين إلى حصونهم،

ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: اللَّه أكبر! خربت خيبر! إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين.

[قتال أهل النطاة]

وقاتل يومه ذلك إلى الليل أهل النّطاة [ (٣) ] ، فلما أمسى تحول بالناس إلى الرجيع [ (٤) ] . وكان يغدو [ (٥) ] بالمسلمين على راياتهم. وكان شعارهم: يا منصور أمت. وأمر بقطع نخلهم، فوقع المسلمون في قطعها حتى قطعوا أربعمائة عذق [ (٦) ] ، ثم نادى بالنهي عن قطعها. ويروى أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لما نزل خيبر أخذته الشّقيّقة [ (٧) ] ، فلم يخرج إلى الناس.


[ (١) ] زيادة من (ابن سعد) ج ٢ ص ١٠٦.
[ (٢) ] «يعنون بالخميس الجيش» المرجع السابق.
[ (٣) ] حصن من حصون خيبر التي ذكرها (ابن سعد) ج ٢ ص ١٠٦ «وهي: حصن الصعب بن معاذ، وحصن ناعم، وحصن قامة الزبير والشقّ، وبه حصون منها حصن أبي وحصن النزار، وحصون الكتيبة منها القموص والوطيح وسلالم، وهو حصن بني أبي الحقيق» .
[ (٤) ] الرجيع: «هو الموضع الّذي غدرت فيه عضل والقارة بالسبعة نفر الذين بعثهم اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وهذا غير ذلك، وذكر ابن إسحاق في غزاة خيبر أنه عليه السلام حين خرج من المدينة إلى خيبر سلك على عصر فبنى له فيها مسجد ثم على الصهباء ثم أقبل حتى نزل بواد يقال له الرجيع ... وهذا غير الأول لأن ذلك قرب الطائف وخيبر من ناحية الشام خمسة أيام عن المدينة، فيكون بين الرجيعين أكثر من خمسة عشر يوما» (معجم البلدان) ج ٣ ص ٢٩.
[ (٥) ] في (خ) «يغذو» .
[ (٦) ] العذق: النخلة بحملها (ترتيب القاموس) ج ٣ ص ١٧٩.
[ (٧) ] الشقيقة: وجع يأخذ نصف الرأس والوجه (ترتيب القاموس) ج ٢ ص ٧٣٩، (زاد المعاد) ج ٤ ص ٨٧ فصل هديه صلّى اللَّه عليه وسلّم في علاج الصداع والشقيقة.