للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما واللَّه لأبلغن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ما قلت. فجئت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فأخبرته، فتغير لونه حتى ندمت على ما صنعته، فوددت أنى لم أخبره، ثم قال: يرحم اللَّه أخى موسى! قد أوذى بأكثر من هذا فصبر!

وكان المتكلم بهذا معتب بن قشير العمرى. ثم أمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم زيد بن ثابت بإحصاء الناس والغنائم، ثم فضها على الناس، فكانت سهامهم، لكل رجل أربع من الإبل أو أربعون شاة، فإن كان فارسا أخذ اثنتي عشرة من الإبل، أو عشرين ومائة شاة، وإن كان معه أكثر من فرس واحد لم يسهم له [ (١) ] .

فصل في ذكر من كان على ثقل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم

خرّج البخاري [ (٢) ] من حديث ابن عمر رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: كان على ثقل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم رجل يقال له كركرة [فمات، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: هو في النار،

فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءة قد غلها] [ (٣) ] [يعنى يوم خيبر] [ (٤) ] .

وخرج مسلم [ (٥) ] من حديث سفيان بن عيينة، عن صالح بن كيسان، عن سليمان بن يسار، قال: قال أبو رافع: لم يأمرني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أن أنزل


[ (١) ] (مغازي الواقدي) : ٣/ ٩٤٤، وما بعدها، مختصرا.
[ (٢) ] (فتح الباري) : ٦/ ٢٣٠، كتاب الجهاد والسير، باب (١٩٠) ، القليل من الغلول، حديث رقم (٣٠٧٤) ، وفي الحديث تحريم قليل الغلول وكثيرة، وقوله: «هو في النار» أي يعذب على معصية، أو المراد هو في النار إن لم يعف اللَّه عنه، وأخرجه ابن ماجة في (السنن) :
٢/ ٩٥٠، كتاب الجهاد، باب (٣٤) الغلول، حديث رقم (٢٨٤٩) .
[ (٣) ] ما بين الحاصرتين زيادة للسياق من (المرجع السابق) .
[ (٤) ] ما بين الحاصرتين زيادة للسياق من (الأصل) .
[ (٥) ] (مسلم بشرح النووي) ٩/ ٦٧، كتاب الحج باب (٥٩) استحباب النزول بالمحصب يوم النفر، والصلاة به، حديث رقم (١٣١٣) ، قال الكتاني: ترجمة في (الإصابة) لعبد اللَّه بن زيد بن عمرو بن مازن الأنصاريّ، فقال: ذكره ابن مندة وأخرجه من طريق يونس بن بكير، عن