للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل في ذكر الصدقة على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم

قال الفقيه أبو الليث محمد بن على بن أحمد بن سعيد بن حزم: رحمه اللَّه في كتاب (جوامع السيرة) : وكان كاتب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في الصدقات


[ () ] ورواه العسكري في (الأمثال) وكذا البزار في مسندة عن عائشة بلفظ قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: أطعمنا يا بلال فقال: يا رسول اللَّه ما عندي إلا صبرة من تمر خبأته لك، فقال: أما تخشى أن يقذف به في نار جهنم أنفق- الحديث، وأخرجه البزار أيضا عن أبى هريرة بلفظ أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم دخل على بلال وعنده صبره من تمر فقال ما هذا قال أدخره فقال أما تخشى أن ترى له بخارا في نار جهنم أنفق- الحديث، ورواه البيهقي في الشعب عن أبى هريرة مرفوعا، ورواه أيضا مرسلا عن ابن سيرين، ورواه أبو يعلى بلفظ أنفق يا بلال ولا تخافن من ذي العرش إقلالا.
قال في (المقاصد) : وما يحكى على لسان كثيرين في لفظ الحديث وإنه «بلالا» ويتكلفون في توجيهه بكونه نهيا عن المنع وبغير ذلك فشيء لم أقف له على أصل. انتهى، وأقول مما قيل فيه أن أصله أنفق بلال، قولك: ومنه إن مصدر بلّ يبلّ مشدد اللام، وقد وجهه الجلال السيوطي في (الأشباه والنظائر) النحوية بأنه من الإتباع وان كان منادى مفردا علما، وعبادته فيها ومنه اتباع كلمة في التنوين لكلمة أخرى منونة صحبتها كقوله تعالى وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ، إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا، في قراءة من نوّن الجميع، وحديث أنفق بلالا ولا تخش من ذي العرش. انتهى، وقال في (الهمع) أواخر الكتاب الخامس: روى البزار في مسندة وغيره: أنفق بلالا ولا تخش من ذي العرش إقلالا، نون المنادي المعرفة ونصبه لمناسبة إقلالا. انتهى، وأقول ظاهر كلامه في الكتابين أن الرواية بالنصب، ومقتضى ما في المقاصد أنه بالضم فليراجع، وكلام السيوطي لا يفيد حصر الرواية بالنصب.