للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل في ذكر فارس رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم

قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر: أبو قتادة الأنصاري رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه، فارس رسول اللَّه وكان يعرف بذلك. اختلف في اسمه، فقيل: الحارث بن ربعي بن بلدمة، وقيل: النعمان بن عمر بن بلدمة، وقيل:

عمر بن ربعي بن بلدمة، وقيل بلدمة بن خناس بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة.

اختلف في شهوده بدرا. فقال بعضهم: كان بدريا. ولم يذكره ابن عقبه، ولا ابن إسحاق في البدريين، وشهد أحدا وما بعدها من المشاهد كلها. [ (١) ]


[ (١) ] قال الحافظ في (الاستيعاب) : ٤/ ١٧٣١) ، ترجمة رقم (٣١٣٠) ، (الإصابة) : المشهور أن اسمه الحارث. وجزم الواقدي، وابن القداح، وابن الكلبي، بأن اسمه النعمان. وقيل اسمه عمرو. وأبوه ربعي هو ابن بلدمة بن خناس، بضم المعجمة وتخفيف النون، وآخره مهملة، ابن غنم بن سلمة بن الأنصاري الخزرجي السلمي. وأمه كبشة بنت مطهر بن حرام بن سواد ابن غنم.
اختلف في شهوده بدرا، فلم يذكره موسى بن عقبة ولا ابن إسحاق، واتفقوا على أنه شهد أحدا وما بعدها، وكان يقال له فارس رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. ثبت ذلك في صحيح مسلم، في حديث ابن الأكوع الطويل الّذي فيه قصة ذي قرد وغيرها.
وأخرج الواقدي من طريق يحيى بن عبد اللَّه بن أبى قتادة، عن أبيه، قال: أدركنى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يوم ذي قرد، فنظر إلى فقال: اللَّهمّ بارك في شعره وبشره، وقال- أفلح وجهه فقلت: ووجهك يا رسول اللَّه. قال: ما هذا الّذي بوجهك؟ قلت: سهم رميت به. قال ادن.
فدنوت، فبصق عليه، فما ضرب على قط ولا فاح
- ذكره في حديث طويل.
وقال سلمة بن الأكوع في حديثه الطويل الّذي أخرجه مسلم: خير فرساننا أبو قتادة، وخير رجالنا سلمة بن الأكوع.
ووقعت في هذه القصة بعلو في (المعرفة) لابن مندة، ووقعت لنا من حديث أبى قتادة نفسه في آخر (المعجم الصغير) للطبراني، وكان يقال له فارس رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم.