للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل في ربط الأسير بمسجد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم

خرج البخاري من حديث الليث، حدثني سعيد بن أبى سعيد، انه سمع أبا هريرة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: بعث النبي صلى اللَّه عليه وسلّم خيلا قبل نجد، فجاءت برجل من بنى حنيفة يقال له ثمامة، بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: أطلقوا ثمامة، فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل، ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدا رسول اللَّه. ذكره في الصلاة في باب الأسير أو الغريم يربط في المسجد [ (١) ] ، وذكره في باب دخول المشركين في المسجد [ (٢) ] .

وأخرجه مسلم أيضا، وله طرق في كتاب الجهاد، وفيه قصة [ (٣) ] .

وقال ابن زبالة: حدثني محمد بن جعفر عن عمر بن هارون، عن عثمان بن أبى سليمان. قال: إن مشركي قريش حين أتوا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في فداء أساراهم


[ () ] وفي الباب أيضا حديث آخر، أخرجه ثابت في (الدلائل) بلفظ: إن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم الأمر من كل حائط بقنو يعلق في المسجد. يعنى للمساكين. وفي رواية له: وكان عليها معاذ بن جبل، أي على حفظها أو على قسمتها. (فتح الباري) : ١/ ٦٨٠.
[ (١) ] (فتح الباري) : ١/ ٧٣٠- ٧٣١، كتاب الصلاة، باب (٧٦) الاغتسال إذا أسلم، وربط الأسير أيضا في المسجد، وكان شريح يأمر الغريم أن يحبس إلى سارية المسجد، حديث رقم (٦٤٢) .
[ (٢) ] (المرجع السابق) : باب (٨٢) دخول المشرك المسجد، حديث رقم (٤٦٩) . وفي دخول المشرك المسجد مذاهب: فعن الحنفية الجواز مطلقا، وعن المالكية والمزني المنع مطلقا، وعن الشافعية التفصيل بين المسجد الحرام وغيره للآية: إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا. وقيل: يؤذن للكتابى خاصة، وحديث الباب يرد عليه، فإن ثمامة ليس من أهل الكتاب.
[ (٣) ] (مسلم بشرح النووي) : ١٢/ ٣٣٠- ٣٣١، كتاب الجهاد والسير، باب (١٩) ربط الأسير وحبسه، وجواز المن عليه، حديث رقم (٥٩) ، (٦٠) من طريقين.