للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السابعة والخمسون: أنه كان صلى اللَّه عليه وسلّم لا ينطق عن الهوى

وعدّها ابن الفارض [ (١) ] من خواصه وقد تقدم هذا [ (٢) ]


[ () ] الأولى: أنه أجاب سؤله، فبين لهم ما سألوه إياه على خلاف عادة اللَّه مع المكابرين.
الثانية: أنه علمه علما عظيما من أدب المبوءة.
فنظم الآية أن اللام في قوله (لشيء) ليست اللام التي يتعدى بها فعل القول إلى المخاطب بل هي لام العلة، أي لا تقولن: إني فاعل كذا لأجل شيء تعديه. فاللام بمنزلة (في) . و «غدا» مستعمل في المستقبل مجازا وليست كلمه (غدا) مرادا بها اليوم الّذي بلى يومه، ولكنه مستعمل في معنى الزمان المستقبل، كما يستعمل اليوم بمعنى زمان الحال، والأمس بمعنى زمن الماضي. (تفسير التحرير والتنوير) : ١٥/ ٢٩٥- ٢٩٧.
[ (١) ] هو الشرف ابن الفارض أبو حفص وأبو القاسم عمر بن أبى الحسن، على بن المرشد بن على، الحموي الأصل، المصري المولد والدار والوفاة، المعروف بابن الفارض، المنعوت بالشرف.
له ديوان شعر لطيف، وأسلوبه فيه رائق ظريف، ينحو منحى طريقة الفقراء، وله قصيده مقدار ستمائة بيت على اصطلاحهم ومنحهم.
قال ابن خلكان: وسمعت أنه كان رجلا صالحا كثير الخير، على قدم التجرد، جاور بمكة، زادها اللَّه تعالى شرفا زمانا، وكان حسن الصحبة، محمود العشرة، أخبرنى عنه بعض أصحابه أنه ترنم يوما وهو في بيت الحريري، صاحب (المقامات) .
وكانت ولادته في الرابع من ذي القعدة سنة ست وسبعين وخمسمائة بالقاهرة، وتوفى بها يوم الثلاثاء الثاني من جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، ودفن من الغد بسفح المقطم، رحمه اللَّه تعالى والفارض: بفتح الفاء وبعد الألف راء وبعدها ضاد معجمة، وهو الّذي يكتب الفروض للنساء على الرجال. له ترجمه في (وفيات الأعيان) : ٣/ ٤٥- ٤٥٦، ترجمة رقم (٥٠٠) ، (ميزان الاعتدال) : ٢/ ٢٦٦، ترجمة رقم (٦١١٠) ، (سير أعلام النبلاء) : ٢٢/ ٣٦٨- ٣٦٩، ترجمة (٢٣٢) ، (لسان الميزان) : ٤/ ٣٦٤- ٣٦٦، (شذرات الذهب) : ٥/ ١٤٩- ١٥٣.