للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الموطن الخامس والثلاثون من مواطن الصلاة على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: عقيب الصلوات

ذكر الحافظ أبو موسى المديني من طريق عبد الغنى بن سعيد، قال:

سمعت إسماعيل بن أحمد الحاسب، قال: أخبرني أبو بكر محمد بن عمر، قال: كنت عند أبي بكر بن مجاهد فجاء الشبلي فقام إليه ابن مجاهد وعانقه وقبّل بين عينيه، فقلت له: يا سيدي تفعل هذا بالشبلي وأنت وجميع من ببغداد يتصورون أنه مجنون؟ فقال لي: فعلت به كما رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فعل به، وذلك أنى رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في المنام، وقد أقبل الشبلي فقام إليه وقبل بين عينيه، فقلت يا رسول اللَّه أتفعل هذا بالشبلي؟ فقال: هذا يقرأ بعد صلاته:

لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ [ (١) ] إلى آخرها ويتبعها بالصلاة عليّ.


[ () ] صحيحه عن أبى رافع، وهو ممن التزم الصحيح، وبه شنعوا على ابن الجوزي في زعمه أنه موضوع. (كشف الخفا ومزيل الالتباس) : ١/ ١٠٢- ١٠٣، حديث رقم (٢٩٢) .
قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: قال يحيى بن معين: عبيد اللَّه ليس بشيء، وقال محمد بن طاهر: هو متروك الحديث، وقال البخاري: معمر وأبوه كلاهما: منكر الحديث (الموضوعات) : ٣/ ٧٦، باب ما يقال عند طنين الأذن.
قال العلامة نور الدين على بن محمد بن سلطان، المشهور بالملا على القارئ: فكل حديث في طنين الأذن كذب، قلت: رواه الحكم، وابن السني، والطبراني، والعقيلي، وابن عدي عن أبي رافع، كذا في (الجامع الصغير) للسيوطي، والتزم أن لا يكون فيه موضوع، وذكره ابن الجزري أيضا في (الحصن) والتزم أن لا يكون فيه إلا الصحيح، (الأسرار المرفوعة) : ٤٤١، وقال محققه: هيهات أن يكون المؤلفون قادرين على أن يحققوا ما اشترطوه في مقدماتهم دائما.
[ (١) ] التوبة. ١٢٨.