للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ساقط أو رمح أو متاع حمله، حتى أوقر جمله [ (١) ]-، وصفوان بن أمية، ومعه حكيم بن حزام، وحويطب بن عبد العزّى، وسهيل بن عمرو، والحارث ابن هشام [ (٢) ] ، وعبد اللَّه بن أبي ربيعة، فلما كانت الحرب وقفوا خلف الناس.

[تعبئة المسلمين]

وعبّأ مالك بن عوف أصحابه في الليل بوادي حنين، وعبأ له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في السّحر، ووضع الألوية والرايات في أهلها. فحمل رايات المهاجرين: عليّ وسعد بن أبي وقّاص، وعمر بن الخطاب رضي اللَّه عنهم، وحمل رايات الأنصار الحباب بن المنذر، وقيل كان لواء الخزرج الأكبر مع سعد بن عبادة، ولواء الأوس مع أسيد بن حضير. وفي كل بطن لواء أو راية. وكانت رايات المهاجرين سودا وألويتهم بيضاء، ورايات الأنصار خضرا وحمرا، وكانت في قبائل العرب رايات، وبقيت سليم كما هي في مقدمة الخيل، وعليهم خالد بن الوليد.

[المسير إلى القتال]

وانحدر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بأصحابه في وادي حنين. وهو على تعبئته وقد ركب بغلته البيضاء دلدل، ولبس درعين والمغفر والبيضة، وحضّ على القتال، وبشر بالفتح إن صدقوا وصبروا.

[انهزام المسلمين]

فاستقبلتهم هوازن في غبش الصّبح [ (٣) ] بكثرة لم يروا مثلها قط، وحملوا على المسلمين حملة واحدة، فانكشف أول الخيل خيل [بني] [ (٤) ] سليم مولّية، فولوا وتبعهم أهل مكة، وتبعهم الناس منهزمين ما يلوون على شيء.


[ (١) ] أوقر الجمل: أثقل حمله.
[ (٢) ] كذا في (خ) و (الواقدي) ج ٣ ص ٨٩٥، وهو غريب، فمن الثابت أن أبا سفيان بن حرب أسلم ليلة الفتح، ومعاوية أسلم يوم الفتح، والحارث بن هشام أسلم يوم الفتح أيضا.
[ (٣) ] غبش الصبح: الظلمة يخالطها البياض في بقية الليل.
[ (٤) ] زيادة للسياق.